الجمعة، 18 سبتمبر 2009

تحليل للعمليات الجوية العراقية مع بداية الحرب العراقية الآيرانية



The Iraqi Air Force History



Iraqi Air Force - Irq. A F







تحليل للعمليات الجوية العراقية مع بداية الحرب العراقية الآيرانية


عندما شنت نحو من 200 طائرة مقاتلة - قاذفة وقاذفة عراقية في اوسع عملية جوية عراقية في التاريخ بعد ظهر يوم 22 / 9 / 1980هجومها الجوي على أهدافها في داخل العمق الآيراني وفي مديات وصلت الى أكثر من 800 كيلومتر عن قواعدها توصف هذه العملية من قبل المغرضين والمراقبين الغير حياديين على أنها نسخة مكررة وعقيمة عن الهجمات الجوية الأسرائيلية في صبيحة يوم 5 / 6 / 1967 والتي دمرت وأخرجت السلاح الجوي المصري في خلال سويعات قليلة وعلى أساس أن العملية العراقية لم تتمكن من تدمير او تعطيل الا طائرتين أحداهما فانتوم والآخرى طائرة بوينغ 707 صهريج آيرانتين والواقع أن القيادة العسكرية العراقية لم يكن في بالها أبدا أعادة التجربة الاسرائيلية وهي التي أضطرت الى القيام بهذه العملية التعرضية الواسعة على عجل حيث أنه:


- لم يقوم الطيارون العراقيون بالتدرب على مهاجمة الاهداف الايرانية مسبقا كما فعل الاسرائيليون طيلة 6 أشهر قبل بداء حرب حزيران .

- لم تتوفر للطيارين العراقين امكانيات أستطلاعية وخرائط كافية ودقيقة للأهداف اللآيرانية حيث تم الاعتماد على ما متتوفر من خرائط جوية بعضها مدنية .

- لم تستخدم القوة الجوية العراقية آي ذخائر خاصة وكان أستخدامها مقتصر على القنابر الجوية العادية المتوفرة لديها.

- القوة الجوية العراقية لم تهاجم كافة القواعد الجوية الآيرانية حيث ظلت قواعد رئيسية ومهمة خارج مدى وعمل الطائرات العراقية والتي احتوت على معظم الطائرات الآيرانية الهجومية مثل قاعدة بندرعباس وخاتمي / أصفهان وغيرها.


وكانت القيادة العسكرية العراقية واعية الى أمكانيات القوة الجوية العراقية المتواضعة في وقتها نتيجة لامكانيات الطائرات من حيث المدى والتسليح والتجهيز والدعم اللوجستي للطائرات . وحيث كانت الطائرات الآيرانية بأستثناء ال F-5E Tiger II أكثر تفوقا وتقدما من الطائرات العراقية وقتها. كذلك كانت المقذوفات جو - جو السوفياتية الصنع والتي تتسلح بها الطائرات العراقية المقاتلة والقاذفة في الحقبة الاولى من الحرب من نوع R-13 AA-2 Atoll والتي كانت آقل قدرة وتقدم عن مثيلاتها المقذوفات الامريكية الصنع التي تستخدهما الطائرات الأيرانية من أنواع سايد ويندر النسخة الاحدث AIM-9P Sidewinder وسبارو AIM-7E Sparrow وفونيكس AIM-54A Phoenix البعيد المدى .


وعلى ضوء هذه المعطيات وغيرها أعتمدت الخطة العراقية مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع بأن شنت هذه العملية الواسعة لتدفع بالطيران الآيراني الى مهاجمة الأراضي العراقية كرد مباشر لها حيث تتولى وسائل الدفاع الجوي العراقية مقذوفات أرض - جو سام التصدي للطائرات الآيرانية وأسقاطها داخل الاراضي العراقية وهذا مايطلق عليه مبدأ السيف والدرع وهذا ما وفر للقوات البرية الفرص للتوغل داخل الاراضي الآيرانية دون تأثير كبير من الطيران الآيراني المتوفق بالعدة والعدد والذي أنشغل بمهاجمة الأهداف العراقية المختلفة المدنية / الأقتصادية والعسكرية وهذا ما حدث فعلا ومنذ يوم 22 / 9 / 1980 وتبعه في اليوم الثاني والايام اللاحقة . وبذلك تمكنت القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي من أحتواء القوة الجوية الآيرانية وأمتصاص زخمها في الايام الاولى للحرب .