The Iraqi Air Force History
Iraqi Air Force - Iq. AF
المسيطر الجوي جندي مجهول مسؤول عن سلامة الطيار و الطيارة من الأقلاع في الجو إلى العودة إلى القاعدة من خلال التوجيه و المتابعة الرادارية و البصرية و عبر الاتصالات اللاسلكية و تقديم المشورة و النصح. وهذه مأثرة من مأثر هؤلاء الجنود المجهولين.
يوميات مسيطر جوي
بقلم مالك عبد القادر المهداوي
الطائر الأبيض
********************
في هذا العالم الرحب يمكن لك ان تتواصل مع الناس من خلال طرق عديدة فمنها الكلام أو بواسطة الإشارة أو الإيماءات وتعابير الوجه ولكن أيضاً للحيوانات لغة يمكن لها أن تتفاهم بها فالنحلة ترقص لكي تخبر خليتها أن هناك طعام في الجوار وتحدد المسافة والاتجاه بعدد رقصاتها وكذلك الفيلة تصدر اصواتاً لايمكن للانسان سماعها وهي لغة تفاهم الفيلة فيما بينها والحيتان تصدر اصواتاً في المياه لا يمكننا إدراكها والقردة كذلك تظهر تعابير وجهها وتعرفها أن كانت غاضبة أو أنها دليل المحبة .
ولكن الانسان يختلف عن هذه الحيوانات وذلك لوجود لغة التفاهم ولغة التعبير إما بالكلام أو الكتابة وبما أن هناك أكثر 900 لغة متداولة على وجه الكرة الأرضية يجب أن تكون هناك لغة مشتركة للتفاهم مع الآخرين فاليوم يمكنك أن تتفاهم مع غير لغتك من خلال وجود مترجم في اجهزة الكومبيوتر تترجم لك الرسائل والكتابات من جميع اللغات بدون عناء خلال اجزاء من الثانية .
لقد اعتمدت اللغة الانكليزية كلغة تفاهم في عالم الطيران والاتصالات لكي تتعامل مع من هو غريب عن لغتك الأم لذلك تم التركيز هذه اللغة لسهولة مفرداتها وعالميتها .
من خلال عمل المسيطر الجوي أو المراقب الجوي أنه كان من خلال عمله اليومي يتعامل مع طيارين محليين وطيارين غرباء لذلك تجمعهم لغة مشتركة هي لغة الطيران وكان هنالك مدربين أجانب من الروس والفرنسيين والهنود والباكستانيين والبنغاليين قسم من هؤلاء الطيارين هم خبراء وطيارين اختبار يرافقون الطائرات المتعاقد عليها وكان في فترة طيارين صينيين بالإضافة إلى طيارين من مصر والأردن.
تعاقد العراق لشراء مقاتلات الميغ-21 وهي المعروفة ب F-7 وهي بمستوى فني متدني عن مقاتلات الميغ-21 السوفيتية ولا ترقى حتى لمستوى الجيل الاول من طائرات الميغ MiG-21 F 13 ولكن أسباب الحصول عليها كانت لأسباب سياسية بحتة في تدعيم موقف العلاقات العراقية-الصينية والحصول على احتياجات استراتيجية للعراق، وقد استخدمت هذه الطائرات للتدريب بشكل عام وخاصة تدريب الطيارين الأحداث على الطيران المنفرد Solo. وكذلك استخدمت في مهام محدودة في عمليات الأسناد الأرضي في بعض المعارك. ولكن العراق كان قد تمكن من الحصول على 4 طائرات قاصفة من نوع B-6D/H6 وهي النسخة الصينية لقاذفات الباجر تي يو-16 والتي كانت مجهزة بمقذوفات صينية مضادة للسفن استخدمت بشكل عام في العمليات ضد ناقلات النفط ومنصة التحميل في جزيرة خرج الإيرانية وقد كان تجمع أجزاء هذه الطائرات منذ بداية الامر في قاعدة سعد الجويه H2 من قبل كادر صيني ويقوم بفحص الطائرات طيارين صينيون وتسليمها للجانب العراقي انتقل مشروع تجميع هذه الطائرة من قاعدة سعد الجناح الفني إلى معمل تصليح الطائرات في قاعدة الرشيد الجوية .
بعد ان تم نقل مشروع تجميع الطائرات الصينيه من قاعدة سعد الجويه الى قاعدة الرشيد الجوية / معمل تصليح الطائرات قد يكون بسبب تجهيز جناح القتال الجوي بهذه الطائرات بدلاً عن الطائرات الروسية لذلك كان يجب على الطيارين الفاحصين الصينين لهذه الطائرات فحصها وتسليمها للجانب العراقي بعد إكمال تجميع أجزائها في معمل تصليح الطائرات ولذلك يتطلب فحص الطائرة من الجانب الصيني وتم التنسيق مع جناح طيران قاعدة الرشيد لكي يقوم أحد الطيارين العراقيين بالطيران مع طيار الاختبار الصيني بتشكيل لغرض أراءة المنطقة مع الطيار الصيني .
قام تشكيل من طيار عراقي وطيار صيني بالإقلاع من قاعدة الرشيد الجوية في العاصمة بغداد لكي يتعرف الطيار الصيني على المنطقة وكان الوقت قريب الى نهاية الدوام الرسمي وبعد أن تم إكمال الواجب وعودة التشكيل الى القاعدة هبط قائد التشكيل على ارض المطار على أمل أن يهبط الطيار الصيني بعده مباشرة ولكن الذي حصل قام الطيار الصيني بدفع محرك الطائره الى الامام وزيادة سرعتها وعمل دورة ثانية (Overshot) لربما لم يكن بالوضعية الصحيحة للنزول وهذا أمر عادي جداً ولكن الذي حصل أن الطيار الصيني فقد الاتصال البصري بالمطار وأصيب بالرهبة وهو أول مرة يطير في مطار العاصمة وحسب ما روى لي أحد الطيارين أن الطيران في مطار الرشيد إن لم تكن لك معرفه سابقه بالمعالم سوف تتوهم بسبب معالم مدينة بغداد والاحياء المحيطة بالمطار لانها تكاد تكون متشابهه فما بال طيار غريب عنها وعن البلد هذه المسألة المهمة التي لم يأخذها الطيار العراقي بالحسبان وثقته بأن الطيار الصيني خلفه سوف يهبط في المطار .
أصيب قائد الطائرة الصيني بالرهبة وتراكمت الاخطاء فأصيب بالرهبة والتوهان واستمر باستقامة الى الامام بالاتجاه جنوب غرب المطار والى الامام هنا وفي لحظات الترقب من قبل مسيطر البرج أياد عبد الحميد (وهو ضابط خفر هذا اليوم ) وعلى العموم أن الطائرة وفي سرعة 700كم /ساعة تقطع مسافة من 11/10 كم بالدقيقة تقريباً لقد تأخر الوقت والشك بدأ يراود ويدور حول موقع الطائره هنا قام ملازم أول أياد بالنداء على الضباط المسيطرين المتواجدين في كراج السيطرة الجوية منتظرين نهاية الدوام لدقائق معدوده وطلب من أحدهم التوجه الى غرفة الرادار لان هناك حالة اضطرارية حسب ما كان يتوقع ذهب النقيب المسيطر شهاب أحمد تركي مهرولاً الى غرفة الرادار ولحق به الخبراء الصينين والمهندسين العراقيين حدد نقيب شهاب موقع الطائرة وقد كان موقعها الى جنوب غرب المطار بمسافة 120 كم تقريباً .
لقد بدأ الموقف فيه درجة من الخطوره لقد فقد الطيار الصيني زمام الامور وهو في حيرة من امره لا معين حتى أنه فقد مفردات الطيران الانكليزيه التي يعرفها وبدأ بالنداء باللغة الصينيه حينها اتصل به النقيب شهاب وأعطاه أتجاه فلم يستجب وكان جوابه بالصينيه هنا التفت شهاب الى المهندسين العراقيين وهم كانوا برتب عسكرية كبيره هل يعرف احدكم اللغة الصينية ؟ فكان جوابهم لا نعرف وتوجه نقيب شهاب الى الخبير الصيني والذي أصبح لايعرف ماذا يفعل وكأن الطير فوق رأسه ولا يعلم ما الذي يجري وما الذي يحصل والوقت يمر سريعاً جذب الخبير الصيني اليه وتكلم معه بالانكليزيه فقال له تكلم مع الطيار بواسطة الجهاز وقل له أن يأخذ أتجاه 090 فلم يفهم فقام نقيب شهاب بالاشارة الى ساعة اليد وعلى تجاه رقم الساعة الثالثة حينها فهم ان الاتجاه 090 وقام بالاتصال بصاحبه عندها بدأ الهدف بالدوران بهذا الاتجاه ووضحت المعالم واستمر بتقديم التوجيهات وانا اشير له على ساعتي باعتبارها البوصله والخبير الصيني يقوم بالاتصال وفقا لما أقوله أتصلت ببرج المراقبة لغرض أن يكون المدرج جاهز لاستقبال الطائرة فأجابني م أول مسيطر أياد أن المدرج جاهز .
هنا بدأت الدماء تعود على وجه الخبير الصيني وهو يراني واثق في قراري وهو استمد مني القوة والهدوء بعد أن كان في حالة يرثى لها وبعد لحظات اتصل الطيار الصيني وابلغني الخبير ان الطيار يريد ان يقذف وانا اسمع الاتصال والطيار خائف جدا ويبكي من الرهبة قلت للخبير اساله كم يكفي وقود طائرته للبقاء في الجو فسأله فقال وقودي يكفي لمسافة 120 كم تقريباً قلت له لا يقذف لان مسافة الطائره هي 70 كم ووقوده كافي للوصول الى القاعده وانا لست بصادق وفي الحقيقه هو بمسافة 95 كم ولكن هنالك استحضار المعلومات التي في بالي وخطر لي أن هناك برقية قبل ايام وصلت من الاستخبارات العسكرية أن هناك تهديد معادي من الكيان الصهيوني لتكرار ضرب المفاعل النووي العراقي لمرة ثانيه وخفت أن يقذف الطيار الصيني وهو بمسافه بعيده قد يتعرض للخطر ويعتقد الناس أنه من الاعداء بسبب الشكل وعدم معرفته اللغة العربية وكلما كان أقرب الى المطار كانت عملية إنقاذ اسهل وأقل وقت .
في هذه اللحظات والثواني والدقائق لو قررت جلب الطائرة وإنزالها بصوره مباشره في قاعدة الرشيد على المدرج 33 فيجب علي أن أجنيها من القصر الجمهوري والمفاعل النووي لذلك يجب علي أجراء مناورات وهذا يجعل فرصة الوصول للمطار ضئيلة لذلك قررت توجيه الطائرة باتجاه مطار الصويره والذي هو مطار ثانوي تابع لقاعدة الرشيد وأبعادها عن منطقة الرمي الحر ومنطقة حظر الطيران وكان مطار الصويره هو الأقرب وفرصة سلامة الطائرة والطيار عاليه لذلك أتصلت بمطار الصويرة الثانوي وكان م أول مسيطر عقيل خضير هو في الجانب الاخر قلت له عقيل سوف أقوم بإنزال طائرة في حالة اضطرارية ووقودها قليل والطيار هو صيني بأتجاه 14 المعاكس للمدرج المستخدم لذلك عليك إنزال شبكة إيقاف الطائرات فأجاب نعم وعدت وأبلغت الحركات وحركات قاطع الدفاع الجوي وأمر جناح الطيران العقيد الطيارالركن عدنان دحام وهو ينتظر في مقره وبلغتهم بقراري ولم يكن هناك اعتراض لاني صاحب القرار الاول والاخير لقد مرت الثواني والدقائق ببطء والطائرة تسير بالاتجاه الصحيح وكررت اتصالي بمطار الصويره وأكدت على إنزال الشبكة وأكد لي م اول عقيل ان المطار جاهز والشبكة تم انزالها بدأت الطائرة تقترب الى مسافة 30 كم وقمت باعطائها الانحدار الى ارتفاع 500 متر مع الضغط الجوي وانا اراقب حركتها قمت بتكبير مسافة شاشة الرادار ورسمت بواسطة قلم الجاينه كراف امتداد التقرب وحددت المسافات كل واحد كم (sarvlince radar) وصلت الطائره الى مسافة 20 كم قمت باعطاء دوران باتجاه 120ْ واستقرت الطائره على هذا الاتجاه قررت تأخير أمر أنزال العجلات والقلابات لغرض الاقتصاد بالوقود وتواصل تقدم الطائرة الى مسافة 15 كم عن بداية المدرج واتجاه الطائره صحيح لايحتاج الى تصليح وفي مسافة 12كم امرت الطيار انزال عجلات الطائره فقام بإنزالها وبدأت السرعة تقل تدريجياً ولكن الطيار الصيني طلب القذف لان مؤشرات التحذير بدات بالاشتعال على نفاذ الوقود فكان جوابي انت تتقرب للمطار واصبح المطار قريباً جداً وفي 10كم قمت باعطاء الانحدار بعدل انحدار 3درجات وأعطيه المسافة والارتفاع حتى وصل الى 1كم وبدأ المطار مشاهد له وقام بملامسة المدرج وفتح مظلة إيقاف الطائرة وهنا انطفأت الطائرة وهي تسير على المدرج وبلغنا م اول عقيل بذلك عندها قفز الصينين والعراقيين من مكانهم الى الهواء فرحاً ونشوة وابتهاجاً بنجاة الطيار والطائرة وقام الصينين بحملي على الأكتاف والرقص وانا غير مصدق ماذا يجري أنتهت المهمة بسلام وتم أخبار المراجع ومن ضمنهم أمر جناح الطيران الذي كان جالس على نار وهو يترقب الموقف وعندما أعلمته أن الطيار يريد أن يقذف قال هو القرار قراره لست أنا المسؤول مما جعلني أنا صاحب القرار وتبين لي أن الطيار الصيني هو رئيس الخبراء الصينين .
في اليوم التالي وصل كتاب شكر من الصينين موجها إلى قيادة القوة الجوية العراقية ولكن تم التحفظ عليه من قبل القاعدة ظناً منهم أن أمر الجناح سوف يلام على تركه الطيار الصيني والنزول قبله ولكن هو ليس ذنبه لذلك حرمنا من التكريم من قبل القيادة باجتهاد شخصي لذلك اقتصر كتاب الشكر من مقر جناح الطيران وكتاب شكر مباشر من قبل الخبراء الصينين وهدايا كثيره وبسيطة مكتوب عليها أسمائنا:ـ
المقدم المسيطر صباح صابر
النقيب المسيطر شهاب احمد تركي
الملازم الأول المسيطر أياد عبد الحميد
أن أجمل هدية حصلت عليها هو لقب أطلقه الخبراء الصينين هو {الطائر الأبيض} وأصبح الخبراء يتأكدون من أنني موجود ويسألون كابتن هل أنت موجود فيكون جوابي نعم فيقومون بالإشارة بعلامة OK بعد أن نقلت إلى قاعدة القادسية عين الأسد حالياً نقل المشروع الصيني وكانوا حين يلتقون معي في البهو ومطعم الضباط أو في القاعة الرياضية كانوا يلتفون حولي ويسلمون علي مما جذب انتباه ضابط الأمن إلى ذلك فلم يتحمل الموقف وهم بجانبي فقال سيادة النقيب شهاب ألا تعرف أن هناك للدواعي الأمنية عدم الاختلاط مع الخبراء الأجانب وهو جزء من التحوطات الأمنية فأجبته لست أنا من أتقرب لهم ولكن هم الذين يتقربون لي ويتصف نقيب شهاب بروح الدعابة والحميمية فقلت لضباط الأمن اسألهم ماذا يطلقون علي من تسميه فتوجه إلى الصينين وسألهم ماذا تطلقون على نقيب شهاب فأجابوه انه الطائر الأبيض فقال لهم لماذا تطلقون عليه هذا الاسم قالوا نطلق عليه هذا الاسم لأنه انقذ طيار صيني وطائرة من موت محقق ولذلك نحن نحترم كفاءته ونحترم إمكانياته هنا قال ضابط الأمن وانا أيضا افتخر بك يا نقيب شهاب كما هم يفتخرون بك وانا آسف مما بدر مني وأنا يكفيني فخرا أن يكون زميلي وأخي شهاب هو أقرب الناس لي .
شكري وتقديري لزميلي العميد المسيطر شهاب احمد تركي بتزويدي بالمعلومات