The Iraqi Air Force History
دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973/ الجبهة السورية
في مذكرات السيد اللواء الركن الطيار متقاعد علوان حسون علوان التي طالعناها في الحلقات الماضية وهي معايشات شخصية لدور القوة الجوية العراقية البطلة في حرب تشرين أول / أكتوبر في الجبهة الشمالية / سوريا 1973 لم يكتفي السيد اللواء بوصف معايشاته بل تعداها الى رصد ملاحظاته والدروس المستنبطة على مجمل موقف الجهد الجوي العربي في الجبهة الشمالية / سوريا وبذلك أعطى بعدا آخر لهذه المذكرات. وككل المذكرات والمعايشات فهي تسجل في ذاكرة الزمن على أنها رصد وتسجيل شخصي للحدث وهي حتما لا يمكن أن تعطي صورة كاملة للاحداث لانها لا يمكن ان ترصد كل المواقف والحالات التي تصاحب هذا الحدث. خاصة وأن الجهد الجوي العراقي والمشاركة العراقية في هذه الحرب متعددة بين طائرات مقاتلة / متصديات ( على وصف السيد اللواء) وطائرات الهجومية وحتى طائرات النقل وهي توزعت على عدد من القواعد الجوية والمطارات السورية المتباعدة وبذلك ليس بأستطاعة المرء رصد كل هذه الفعاليات. وبذلك فأن هذه المذكرات تسجل جزء بسيط من الجهد الجوي العراقي لكنه مهم حتما ، وهذا ليس نقصا" بالمذكرات بل كما أسلفنا هي نتيجة منطقية لتعدد الجهد الجوي العراقي وتباعده. لذا نهيب بكافة الطيارين العراقيين الذين عايشوا هذه اللحظات أن يطلقوا العنان لافكارهم و كتابة مذكراتهم ومشاهداتهم لاعطاء صورة متكاملة للدور العراقي نحن في حاجة الى تسليط الضوء على دور طائرات المقاتلة وما هو الدور والاساليب القتالية المستخدمة في هذه الحرب في مساهمة لكتابة تاريخ القوة الجوية العراقية المجيدة. و لابد من القول أننا نختلف مع السيد اللواء في مسألة (...توجيه الضربات الجويه لعمليات الاسناد الجوي القريب فقط ( وهذا الواجب يعتبر من الواجبات الغير رئيسيه للقوة الجوية ) ونعتقد أنه من الواجبات الرئيسية للقوة الجوية - أي قوة جوية - الاسناد الجوي القريب مع الضربات الجوية الشامله في العمق المعادي وقد استخدمت أسرائيل كلا الواجبيين على الحبهتين فقد شنت هجمات الاسناد الجوي القريب وهجمات في داخل العمق على الجبهتين في آن واحد. فيما لم تستخدم القوى الجوية العربية الضربات في العمق المعادي وهذا نقص يسجل على تخطيط وتنفيذ الجهد العربي الجوي تعبويا وعملياتيا وستراتيجيا. وعلى الاهمية التي يمكن أن يكتشف المرء من المذكرات فأن ما كشفه السيد اللواء عن وصول طائرات السوخوي-20 الى العراق قبل حرب 1973 وهذا عكس ما كان يعرف من دخول السوخوي - 20 خلال عام 1974 وتجهيز السرب الخامس بها. وهذه الميزة المهمة لمن يكتب من داخل الحدث والذي يعيش معه على عكس الذي يرصد الاحداث من الخارج والذي يكون في بعض الاحيان غير دقيق. كذلك فأن طائرات المواصلات من نوع دوف وهيرون كانت لازالت تعمل بكفاءة في عام 1973على الرغم من مرور نحو من عشرين عام على أستخدامها في القوة الجوية العراقية. هناك ملاحظة صغيرة حول وصف السيد اللواء لمنصب قائد السرب ولا يعرف هذا المنصب في القوة الجوية العراقية هكذا بل ينسب ب آمر سرب على أساس أن الآمر هو المنصب الادني في سلسلة القيادة العسكرية في الجيش العراقي فيقال آمر فصيل ، آمر مفرزة ، آمر بطرية ، آمر كتيبة و آمر لواء الخ...وربما أن السيد اللواء أستخدم هذه التسمية ( قائد سرب ) كما يقال في مصر على أعتبار أنه يكتب في موقع مصري وهذا ما لا نعلمه . وهكذا كنا في الحلقات الماضية قد عشنا مع الدور و الجهد الجوي العراقي في حرب تشرين أول / أكتوبر 1973 والذي نحتاج الى المزيد من القاء الضوء عليه من خلال المزيد من المعايشات الميدانية المباشرة من داخل الحدث.