الأحد، 24 أكتوبر 2010

دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973/ السرب العراقي 66


The Iraqi Air Force History


تابعنا في الحلقات التي نشرت سابقا عن مذكرات كلا من اللواء الركن الطيار سالم محمد ناجي أولا ثم اللواء الركن الطيار متقاعد علوان حسون علوان العبوسي أخيرا مذكراتهم التي يتحدثون فيها عن مشاركة القوة الجوية العراقية في حرب تشرين أول / أكتوبر 1973على كلا الجبهتين الشمالية / سوريا والجبهة الجنوبية / مصر وفي كلا المذكرات وهي شهادات شخصية حية القت الضوء على حجم وظروف المشاركة العراقية في هذه الحرب وهي ليست مشاركة قليلة او متواضعة كما تحاول بعض الدوائر البغيضة وصف الدور العراقي في حرب تشرين 1973 سواء بالجهد الجوي / القوة الجوية العراقية أو بالجهد البري المشاة والدروع العراقية ( بشكل خاص على الجبهة السورية) . فلقد أبخس حق ودور العراق في هذه الحرب نتيجة للتناقضات السياسية والاختلافات الايدولوجية وغيرها بين كلا من مصر وسوريا من جهة والعراق من جهة أخرى، بعد وقف أطلاق النار وقرار القيادة وقتها بسحب كامل القوات العراقية المتواجدة على الجبهتين . لكن هذه المذكرات توضح وتلقي الضوء على حجم ودور القوة الجوية العراقية في هذه الحرب وبتفاصيل غابت او غير معروفة للمتابع العادي . من مذكرات السيد اللواء الطيار سالم ناجي نكتشف أن العراق اي القيادة العراقية لم تفلح في أبراز الدور الجوي العراقي في مصر وذلك بأصرار القيادة على توصيف الدور العراقي بمجرد سرب واحد فقط . رغم أن المشاركة كانت بسربين السرب السادس والسرب 29 وبعدد طائرات يبلغ 20 طائرة
فلقد ظل التعامل العراقي الرسمي على أنه سرب فقط من خلال أن آمر السرب السادس الرائد الطيار يوسف محمد رسول أصبح آمرا للمجموعه هذه أو السرب السادس و الستين/ زائد  وهكذا.
ولو أمعنا النظر في مذكرات اللواء الطيار سالم ناجي نكتشف بعض الامور التالية:-

أولا- رغم تواجد الجهد العراقي في وقت مبكر منذ العاشر من نيسان / 1973 في مصر لكنه لم يجري أي تعاون جدي ومثمر مع 
       الاسراب المصرية ولم يجري اي حل لمسألة جهاز تعريف العدو من الصديق IFF حيث أن طائرات الهنتر العراقية مزودة  
       بجهاز غربي لا تتعرف أجهزة الانذار والسيطرة وكذلك المقاتلات المصرية عليه المزودة بعدات شرقية مماثلة
      والعكس صحيح أيضا كذلك لم يوضح الكاتب كيف كان تعامل طائرات الهنتر مع منظومة التعريف هذه داخل العراق مع  
      وحدات الانذار والسيطرة الجوية  وكافة منظومة الدفاع الجوي العراقية التي تعتمد بشكل كبير على المعدات الشرقية ذاتها
      في مصر. 
 ثانيا"- ولا نعرف لماذا أختير مطار قويسنا الذي أصبح مطار عراقي خالص حيث كان السرب العراقي وحيدا
      فيه  بدون اي أسراب مصرية هل كانت الاسباب اللوجستية هي السبب على أعتبار أن الطائرات الهنتر غربية
     الصنع ومستلزمات تشغيلها وأدامتها تختلف بشكل كامل عن الطائرات الشرقية / السوفياتية التي تملكها مصر أم كان هناك 
     سبب آخر؟!
ثالثا"-  يبدو أن العراق لم يكن يمتلك غير 20 طائرة من طائرات الهنتر هذه ( 18 طائره هجومية ذات مقعد واحد زائد أثنتان
          للتددريب  مزدوجة المقعد )  أنذاك مع 20 طيار أيضا بدون اي تعويض للطيارين وللطائرات ( او هكذا كان مفهوم من
          مذكرات السيد اللواء سالم ) وهذا يعتبر بالنسبة للطيارين شيء غير مقبول بالمفاهيم العالمية حيث يتطلب أن يكون عدد
          الطيارين يزيد عن عدد الطائرات للتعويض وكذلك أدامة زخم العمليات رغم أن السرب لم يواجه ضغط في مجال زخم
          العمليات الجوية. وهناك ملاحظة صغيرة أن السيد اللواء ذكر أسماء 19 طيار فقط.
رابعا" - على الرغم مما قيل وقتها فأن المذكرات تشير الى جاهزية الطائرات الجيدة وعودة جميع الطائرات المتبقية وعددها 12
            طائرة الى العراق بعد خسارة 8 طائرات في العمليات فقط والجزء الاعظم منها فقد بفعل الدفاعات الجوية الصديقة
            وليس دفاعات العدو كما يبدو.
سادسا" - لابد من الأشارة هنا الى أن الرائد يوسف محمد رسول حصل على وسام نجمة سيناء الرفيع تقديرا" من مصر للسرب
             العراقي الذي شارك في في حرب تشرين أول / أكتوبر المجيدة. بالاضافة الى أنواط الشجاعة للطياري السرب.

وأستكمالا" للموضوع لابد من الاشارة الى أستفسار ورد الى السيد اللواء عن مصير طائرات الهنتر وأجابة السيد اللواء عليها ننشرهم هنا أيضا للاستفادة :-
 الاستفسار
 شكرا جزيلا على هذا الموضوع الرائع الذي يجسد بطولات القوة الجوية بطياريها الابطال الذين رفعوا راس بلدهم عاليا في حرب تشرين ولكن لدي بعض الاسئلة عن سربكم وهو هل شاركت طائرة الهوكر هنتر في الحرب العراقية الايرانية ومتى خرجت من الخدمة بشكل نهائي شاكرين مجهودكم وتضحياتكم في سبيل بلدكم الغالي وبانتظار الرد                ابو حسام

رد من اللواء ناجي
اخي العزيز السائل المحترم بعد عودة السرب من مصر بدأت حركات الشمال بين عامي 1974 و1975 ولغايه وقف القتال فأن السربين اصبحوا سرب واحد وشارك في العمليات بعد ذلك حولت جميع الطائرات النوع (ماك 9 ) الى جناح القتال الجوي والذي يخرج طيارين كقادة تشكيلات طيران مقاتله الى الاسراب المقاتله ليكون امر رف طيار وتم استبعاد طائرات الهنتر الماك 6 والتي تختلف قليلا وتركت في قاعدة الحبانيه وعند بدء الحرب العراقيه الايرانيه تم اشراك جميع طائرات القوه الجويه في الجهد الجوي المطلوب ومنها طائرات الهنتر ولكن بمجموعه فريده من الطيارين الذين لا مثيل لهم حفظ الله الباقين منهم ورحم الشهداء بواسع رحمته ، وبعد حوالي سنتين من الحرب عاد الجناح للتدريب بطائرات الهنتر والميك 21 في نفس الوقت مع تحياتي              اللواء الطيار الركن سالم محمد ناجي

ولنا عودة آخرى مع مذكرات السيد اللواء الطيار علوان حسون لمناقشة مذكراته حول المشاركة العراقية في الجبهة الشمالية / سوريا.

الأحد، 17 أكتوبر 2010

ولادة منتدى عسكري عراقي


The Iraqi Air Force History



Iraqi Air Force - Irq. AF

ولادة منتدى عسكري عراقي

تم أطلاق منتدى عسكري مختص بتاريخ القوات المسلحة العراقية عبر التاريخ يضم في ثنياه ويتابع كل صنوف القوات المسلحة العراقية عبر التاريخ منذ عهود العراق القديم :  سومر و أكد والبابلببن ثم مرورا بالحكم الاسلامي بمراحله الى أنشاء الدولة العراقية الحديثة منذ عام 1921 ولغاية الوقت الحاضر. المنتدى باللغة الانكليزية في الوقت الحاضر ويعد القائمين عليه بأنشاء منتدى آخر بالغة العربية قريبا أيضا. يمكن للزوار الكرام متابعة هذا المنتدى والتسجيل فيه كأعضاء والمشاركة فيه حيث أنه مفتوح للجميع عبر الرابط التالي :-


وبهذه المناسبة نحي القائمين على هذا المنتدى ونتمنى لهم النجاح والتوفيق ونشد من أزرهم ومن الله التوفيق.



الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973 / الجزء الرابع والاخير


The Iraqi Air Force History



Iraqi Air Force - Irq. AF

أستكمالا" لمتابعة دور القوة الجوية العراقية في حرب أكتوبر/ تشرين أول / 1973 نعيد نشر المذكرات التي نشرت في موقع المجموعة 73 مؤرخين المصرية للسيد اللواء الطيار الركن متقاعد علوان حسون علوان العبوسي والتي يسلط فيها الاضواء على المشاركة العراقية في الجبهة الشمالية / سوريا. والقصد من كل هذا هو تسليط الاضواء بشكل وافي ودقيق على دور القوة الجوية العراقية البطلة في تلك الحرب أعتمادا على شهادات ممن كانوا مشاركين فيها أي شهود عيان بالاضافة الى أنها فرصة لتوضيح ولتصحيح بعض المعلومات التي أصبحت في ذمة التاريخ عن القوة الجوية العراقية ورجالها الابطال، والله من وراء القصد ولذا نعتذر للموقع وللكاتب عن أعادة نشر هذه المذكرات دون علمهم و موافقتهم في هذه المدونة.


دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973



اللواء الطيار الركن متقاعد
علوان حسون علوان العبوسي

الجزء الرابع والأخير :-

بعض الملاحظات والدروس المستنبطه تخص القوه الجويه عن حرب تشرين 1973

لقد افرزت حرب تشرين 1973 العديد من الدروس على المستوى الاستراتيجي والتعبوي والتكتيكي اهمها ، ان اشراك الجيش العراقي بهذه الحرب بشكل فجائي دون سابق انذار لها سواء على المستوى التخطيط اوالاستحضارات والتنفيذ واساليب التعاون المحتمله يعتبر ضرب من البطوله والتضحيه والمبدئيه التي اعتاد عليها جيشنا العراقي عبر سفر تاريخه النضالي ضد الهيمنه والاستعمار، وكان لها ان تحقق اهدافها على الجبهتين السوريه والمصريه على السواء لو تم لها ذلك الا انها اراد لها ان تكون حرب تحريك وليس تحرير كما اطلق عليها ، كما ان سرعة التحشد والمشاركه من السكون خاصة قوتنا الجويه في وقت يعتبر قصير جداً اجبر العدو على تحويل جهده الاكبر الى الجبهه السوريه واستعادة الاراضي التي احتلتها سوريا خلال الايام الاولى للحرب ، لقد دخل الجيش العراقي الحرب على الجبهه السوريه في ارض لم يجري استطلاعها مسبقاً ونفذ واجباته من الحركه دون حشد مخطط له ( معارك تصادميه ) التي تعتبر من اصعب اشكال الحروب واكثرها تعقيداً ادناه اهم الدروس التي حاولت استذكارها وانا في المهجر لعدم توفر مصادري التي تركتها في داري ببغداد بعد تهجيري منها : -

أ - كفاءة الدفاع الجوي السوري .

لقد اثبتت منظومة الدفاع الجوي السوري كفائتها تجاه الطائرات المعاديه بدءً من نقاط الرصد الارضي ومنظومة الانذار والسيطره والتصدي سواء بالطائرات او الصواريخ ارض – جو او المدفعيه المضاده للطائرات ، اما موضوع التعاون ما بين القوه الجويه والدفاع الجوي فكان مدعاة مفخره واعتزاز ، لقد تسبب الدفاع الجوي السوري في اسقاط العديد من طائرات العدو الاسرائيلي الذي كان يتحسب كثيراً منها ، كانت الطائرات المتصديه ترافق طائرات الضربه مما يعطي حاله من الاطمئنان النسبي لها اثناء الضربات الجويه ( حسب المصادر السوريه اسقاط 249 طائره اسرائيليه للفتره من 6 -22 /10/1973 ).!!!!!!!!!!!!!

ب - مهام الاسناد الجوي القريب.

شاركت قوتنا الجويه في حرب تشرين 1973 بتوجيه الضربات الجويه لعمليات الاسناد الجوي القريب فقط ( وهذا الواجب يعتبر من الواجبات الغير رئيسيه للقوة الجوية ) بسبب عدم اشراك هذه القوة منذ البداية مع الضربات الجوية الشامله المشتركه مع القوة الجويه السوريه ليومي 6 ،7 تشرين اول ، وقد كانت خسائر قوتنا الجويه والقوه الجويه السوريه كبيره جداً في مثل هذه الواجبات ففي معدل 120 طلعه قتاليه مثلا بلغت عدد الطائرات المصابه 35 طائره والمدمر منها 21 طائره ، ناهيك ان تاثير هذه الضربات في هذا النوع من المهام لم يكم متناسباً مع هذه الخسائر وذلك بسبب عدم تعرف وتعود طيارينا على المنطقه بشكل جيد ، لقد وصلنا مساء يوم 8 /10/1973 وشاركنا صباح يوم 9 منه وهذا وقت قليل جداً لم يتح لنا فرصة التعود على سياقات عمل القوه الجويه في ظروف الحرب ولا على طبيعة المنطقه ، كما ان مستوى الطيارين السوريين عموماً كان وسط ، نعم هناك طيارين جيدين لكنهم فقدوا في الحرب منذ الايام الاولى بسبب فوضى سياقات العمل المتبعه من قبل القوه الجويه السوريه .

ج - المحاور الملاحيه .

 لقد حددت القوه الجويه السوريه المحاور الملاحيه ( خطوط الطيران ) لطائراتها مسبقاً وحددتها بثمان او عشر محاور وكلها مرسومه على الخرائط الملاحيه منذ اليوم الاول للحرب لكي يتجنبها الدفاع الجوي السوري دون احتساب المتغيرات التي يمكن حدوثها اثناء سير المعارك ، وقد ادى ذلك الى كشف الخطط السوريه من قبل العدو الاسرائيلي وقام بنصب الكمائن على هذه الخطوط واسقاط طائراتنا بسهوله وقد نبهت القياده الجويه العراقيه الى هذا الخطأ القاتل دون اعتبار السوريين لان دفاعهم الجوي رفض التغيير لتسهيل الامر عليه ( شيىء مضحك وغبي المفروض ان يكون لكل طلعه طيران خطه متغيره عن الاخرى وهي لا تأخذ وقت طويل ...) .

د - ضباط الارتباط الارضيين .

 لم يتم تامين ضباط ارتباط ارضيين في غرف عمليات التشكيلات الجويه سواء للقوه الجويه او الدفاع الجوي ، وقد كنا نشكوا من عدم معرفة الموقف الارضي للقطعات السوريه والاسرائيليه وهذا مهم في مهام الاسناد الجوي القريب لكون كلها كانت من هذا النوع ، خط القصف لم يحدد حيث المفروض تحديده في كل طلعه ، خلاصة القول كنا نطير بقدرة قادر ولم تتحقق الاهداف كما تم رسمها لنا ونحن نعلم ذلك لكن الامر ليس بايدينا وقد قبلنا بالخسائر عن مضض وهذا كان راي الطيارين السوريين ايضاً .

ه - التسليح .

 ظهرت النقاط التاليه في تسليح طائرات الضربة الجوية : -

اولا . لم يجري تسليح الطائرات المكلفة بواجبات الاسناد الجوي القريب على ضوء نوعية الاهداف المطلوب معالجتها مما ادى الى قلة تاثير هذه الضربات .

ثانياً .استخدم السوريون خزانات الوقود الاحتياطيه في طائرات السوخوي في مديات لاتحتاج لها مما قلل حمولتها الى النصف تقريباً .

ثالثاً .عاد بعض الطيارين العراقيين بحمولتهم من الاسلحه الى القاعده وذلك لطيرانهم بالطائرات السوريه التي تختلف وضع مفاتيح القنابل عنها في الطائرات العراقيه ولم يتم ايجازهم بها مسبقاً .

و- الايجاز قبل الطيران واساليب الرمي .

 لم تتمكن بعض التشكيلات من تحقيق الدقه المطلوبه في اصابة اهدافها لااسباب اهمها ، عدم ايجاز التشكيل بتفاصيل الطلعه والاحتمالات التي تصادفهم خلال الطلعه ونوع السلاح المحمول واسلوب الرمي ...الخ ، كانت كافة المعلومات عن الهدف تعطى الى قائد التشكيل فقط ويقوم باقي اعضاء التشكيل بالرمي دون تفكير او تركيز على ما يقوم به قائد التشكيل ، ونتيجة لذلك عادت بعض التشكيلات الى قواعدها بعد فقدان قائد التشكيل دون القاء اسلحتها لعدم المامهم بماهية المهمه، كما ان كثافة نيران مقاومة الطائرات في الطريق الى الهدف وفوقه ساعدت على فقدان الدقه في اسلوب التقرب والتسديد الصحيح .

ز - البحث والانقاذ .

 لايزال موضوع البحث والانقاذ ضعيف لدى السوريين وعدم تمكنهم من انقاذ اي طيار قذف من الطائره او سقطت طائرته في ارض المعركه سواء كان سوري او عراقي ، كما لم يكن لدى السوريين اسلوب للتخفي قد اوجزونا به وكيف يتم التعامل بمثل هذه الامور ، بينما اسرائيل كانت طائرات البحث والانقاذ تجوب السماء لانقاذ طياريهم وانتشال طيارينا وتعتبرهم اسرى عندها ، والادهى من ذلك كله ان القوات البريه لم تميز بين الطيارين السوريين والعراقيين وكانو يعاملون معامله سيئه واحتمال قتل بعضهم حيث اغلب الظن ان الملازم الاول سلام محمود ايوب قد قتل من قبل القوات العربيه ( المغربيه ) لكون لونه ابيض وشعره احمر وبدلة طيرانه انكليزيه تختلف عن البدل السوريه بعد قذفه من الطائره .

ح - الدفاع السلبي .

 نتيجة للدروس المستنبطه من حرب حزيران 1967 فقد قامت القوة الجوية السورية بالاهتمام بموضوع الدفاع الجوي السلبي لدرىء المخاطر عن الاشخاص والطائرات والمعدات الاخرى في القواعد الجويه ووسائل الدفاع الجوي الايجابي منها تشييد الملاجىء الكونكريتيه ( أسمنتيه ) للطائرات وتغطيتها بالاشجار الحيه كتمويه للملجىء ، ملاجىء كونكريتيه للاشخاص قرب المواقع المهمه واخرى شقيه منتشره في كل ارجاء القواعد الجويه ، غرف حركات تحت الارض وربطها بشبكة مواصلات جيده ، مكبرات صوت للانذار وسماع التوجيهات من القياده العامه مباشرة للامور المستعجله والمهمه ، استخدام حجب الدخان اثناء الغارات الجويه المعاديه اخلاء المواقع المهمه من العجلات ومرسلات ومستلمات الاجهزه الاسلكيه وغير ذلك .

ط  - مفارز فلق القنابل الغير منفلقه .

 انتشار هذه المفارز المؤلفه من ضابط وعدد من المراتب في عموم القاعده الجويه باجهزتها ومعداتها للكشف عن القنابل غير المنفلقه وتفجيرها ، لقد قامت هذه المفارز بعمل عظيم في الاسراع باعطاء صلاحية المطار من هذه القنابل التي اعتاد العدو تلغيم القاعده بها لشلها اثناء العمليات اطول فتره ممكنه .

ي -  مفارز تصليح المدرج وطرق الدرج .

وهي عباره عن مجاميع منتشره حول القاعده مؤلفه من ( قاشطات وحادلات وعجلات حمل تحوي حجر وحصى وعجلات تحوي اسمنت سريع التصلب واسفلت ) يقودهم ضباط تخصص انشاءات للمعالجه الفوريه للحفر و تاثيرات القنابل المعاديه تقوم بعملها بعد التاكد من خلو الموقع منها في فترات قياسيه .

ك - الوقايه الكيمياويه .

 بالرغم عدم استخدام العدو للاسلحه الكيميائيه واسلحة الدمار الشامل الا ان السوريين اخذوا الاحتياطات اللازمه حيال ذلك من خلال توزيع اقنعة الوقايه والادويه المضاده لعوامل الاعصاب والنابالم وغيرها .

ل - الجوانب الاداريه والتجهيز .

 لقد كانت الشؤون و الامور الاداريه بمفهومها الواسع ( طبيه ، تجهيزات اداريه وفنيه ، سكن ، طعام ، تنقل ...الخ ) للفترة التي قضيناها في سوريا على جانب كبير من الكفائه والدقه في ظروف تعبويه صعبه اعتباراً من اول يوم لوصولنا وحتى مغادرتنا بعد ايام من وقف اطلاق النار ، فالطعام كان من افضل ما يكون اما المأوى والملبس فهو من افضل ما يكون ...اذكر عندما قصف مقرنا المحصن وفقدان كافة تجهيزاتنا الخاصه والعامه حتى ملابسنا الشخصيه قام السوريون فوراً تلبية كل شيىء نحتاجه من ملابس وفرش وبطانيات واسره وموقع سكن وعمل جديد بحيث لم نتاثر كثيراً بما فقدناه ، وعلى العكس من ذلك في قاعدة الوليد الجويه لم تكن جاهزه لاستقبال اي وحده جديده مما اربك طيراننا الى سوريا واعتقد ذلك بسبب المفاجئه الحاصله بالزخم الذي تحقق للقاعده .

م - امور عامه اخرى .

 ادناه بعض الامور والدروس العامة الاخرى:-

اولا- دخلت القوات البرية المعركة* بعد تنقل طويل (1200 كلم ) ومع ذلك كانت المعنويات جيده لكونها تخوض معركه مصيريه مع عدو غادر مغتصب ارض العروبه .

ثانياً - دخلت القوات العراقيه الحرب بسياقات ومفاهيم مختلفه عنها لدى السياقات السوريه مما اربكت العمل القتالي التقليدي المتعارف لديها .

ثالثاً - زجت القوات العراقيه بالحرب بالتقسيط وهي مجزءه دون تحقيق الضربه الشامله التي تتسم بالقوه ونوع التاثير .

رابعاً - لقد كان هدف القوات السوريه والمصريه مرحلي قصير رغم الوقت الطويل الذي اخذته هذه القوات مما جعلها لاتصمد طويلا منتظره قرار وقف اطلاق النار بفارغ الصبر وكانها في نزهه وليس في حرب قد تطول اكثر مما خطط لها .
 خامساً - كقوات جويه يتطلب الامر التعاون والتنسيق على كافة المستويات لضمان تحقيق الاهداف بشكل افضل ومسك الارض بالقوة وليس كما جرى من تقهقر سريع لم نكن نتوقعه .
سادساً -  في الحرب الاعتماد الكلي يجب ان يكون على الضباط لعدم تحمل المراتب المسؤوليه وعدم تصورهم لها .



* يقصد الكاتب بالقوات البرية - الجيش العراقي الوحدات البرية منه والتي تنقلت برا من العراق وحتى حافات القتال في الجبهة الشمالية / سوريا.


ارجو اضافة الاسماء التاليه – وهي اسماء الطيارين الذين شاركوا في المجهود الجوي العراقي مع الشقيقه سوريا

مع التقدير.

علوان العبوسي

.اسماء طياري السرب بالتفصيل

السرب الخامس ( سوخوي  7) قاعدة بلي

- الرائد سالم سلطان عبد الله ( قائد السرب ). 

- الرائد الطيار حازم حسن قاسم ( معاون قائد السرب).

- النقيب الطيار علوان حسون علوان العبوسي ( قائد الرف الاول ) .

- النقيب الطيار شامل سلمان القباني ( قائد الرف الثاني ).

- الملازم الاول الطيار فيصل حبو شعيب .

- الملازم الاول الطيار محمد احمد مطلوب .

الملازم الاول الطيار احمد نايف الجبوري .

- الملازم الاول الطيار حسن عبيد .

- الملازم اول الطيار محمد عبد المحسن السعدون .

- الملازم الاول الطيار عماد لفته .

- الملازم الطيار علي راجي علي .

- الملازم الطيار وليد يونس .

- الملازم الطيار سعد الاعظمي ( اسير ).

- الملازم الطيارشامل صالح .

- الملازم الطيار وسام ....

- عذراً آخرون لا اتذكرهم الان .


السرب الاول ( سوخوي 7 ) مطار دمشق الدولي

-  الرائد الطيار سامي حسين الالوسي ( قائد السرب ) .

- النقيب الطيار خلدون خطاب بكر ( معاون قائد السرب ) .

- النقيب الطيار موفق العاني .

- الملازم الاول الطيار سلام محمود ايوب ( استشهد ) .

- الملازم الاول الطيار هشام اسماعيل بربوتي .

- الملازم الاول الطيار نوبارعبد الحميد الحمداني .

- الملازم الاول محمد حميد طه .

- الملازم اول الطيار يوسف ....

- الملازم الاول الطيار عصام جانكير ( استشهد ).

- الملازم الاول الطيار رضا جميل ( استشهد ).

- الملازم الاول الطيار قيس عبد الرحمن ( استشهد ).

- الملازم الطيار ابراهيم كاظم ( استشهد ).

- الملازم الطيار عزام عبود الفهداوي .

- الملازم الاول الطيار عبد الستار الشيخلي .

- عذراً آخرين لا اتذكرهم ضمن ملاكات السرب الاول .

وقد التحق بالسرب الاول من كلية الاركان وغيرها كلا من -

- الرائد الطيار موفق سعيد عبد النعيمي .

- الرائد الطيار صبري يعقوب.

- الرائد الطيار غصون عبد الوهاب.

- النقيب الطيار مظهر محمد الفرحان .

- عذراً هناك آخرون لا اذكرهم الان التحقو من كلية القوة الجوية

السرب الثامن ( سوخوي 7 ) في قاعدة الضمير

الرائد الطيار جودت النقيب ( قذف من الطائره بعطل فني ).

- الملازم الاول اسامه المهداوي.

- الملازم الاول الطيار قيس باقر وتوت.

- الملازم متعب علي ( استشهد ).

- آخرون لا اتذكرهم الان .

السرب السابع ( ميج 17 )

- النقيب الطيار عبد الهادي محمد عمر ( آمر السرب ).

- النقيب الطيار حسين رشيد ( اسير ) .

آخرون لا اذكرهم الان .

اسراب التصدي ( ميج 21 ) السربين التاسع والحادي عشر

- المقدم الطيار الركن محمد سلمان حمد .

- المقدم الطيار الركن نجدت النقيب.

- الرائد الطيار نامق سعد الله ( استشهد ).

- الرائد فريد.

- الرائد الطيار كوركيس هرمز.

- الرائد الطيار محمد لفته.

- النقيب الطيار كامل سلطان الزوبعي ( استشهد ) .

- النقيب الطيار شهاب احمد البياتي.

- النقيب الطيار رشيد فليح .

- الملازم الاول الطيار اسعد دكسن .

- الملازم معن رشيد الاوسي .

- الملازم عدي الخرساني .

- الملازم الاول غازي الجبوري.

- الملازم الاول الطيار عادل الجميلي .

- ( هناك آخرون ايضاً ) .



الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973 / الجزء التالث


The Iraqi Air Force History




Iraqi Air Force - Irq. AF

دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973

اللواء الطيار الركن متقاعد

علوان حسون علوان العبوسي

الجزء الثالث :-

الطلعه الثالثه يوم 15 /10/1973
----------------------------------------
 في يوم 15/10/1973 كلفت بواجب اسناد قريب ومعي احد الطيارين السوريين باتجاه اهداف معاديه وبعد التشغيل والتهيىء للاقلاع اتصلو بنا للعوده فوراً الى ملجأ الطائرات حيث احتمال ضربه جويه على المطار، وفعلا ما هي الا دقائق محدوده وكانت ضربه جويه على وسائل الدفاع الجوي القريبه من المطار وقد الغي الواجب وعدت وانا حزين لعدم اكماله ، بعد عودتي الى غرفة الطيارين في غرفة العمليات اخبرني المقدم الطيار صباح صالح بامر الطيران فوراً الى العراق ومعي كلا من النقيب غالب كمونه والملازم الاول محمد نبيل احمد ايوب والملازم الطيار رمزي شاكر شعبان والملازم الطيار شامل صالح لجلب طائرات السوخوي 20 التي يتم تهيئتها في قاعدة الرشيد ببغداد ، لم يفرحني هذا الامر بل احزنني وانا اترك زملائي هنا في سوريا وهم في اشد حالات الاكتئاب، جهزت الطائرات والخطة الجويه للطيران وكان معي الملازم الاول شامل صالح ، اما الباقين فطيرانهم سيكون من مطار دمشق الدولي ، ودعت زملائي الذين عشت معهم الايام الماضية كما ودعت ما تبقى من الطيارين السوريين ، ثم توكلت على الله اقلعنا في الساعه 1700 باتجاه قاعدة الوليد الجوية .

العوده الى العراق
------------------------
123 . كما اشرت آنفاً بلغت بالعوده للعراق في عصر يوم 15/10/1973 ومعي من السرب الخامس الملازم الاول شامل صالح ومن السرب الاول كل من النقيب غالب كمونه والملازم الاول محمد نبيل احمد ،في الساعه 1730 اقلعنا انا وشامل صالح من مطار بلي باتجاه قاعدة الوليد الجويه بعد ان انتظرنا خلو الجو النسبي من الطائرات المعاديه التي محتمل ان تطاردنا حتى الحدود العراقيه ، طلب منا الدفاع الجوي السوري الطيران الواطي الى اقل ارتفاع ممكن تجنباً للتهديد المعادي الذي قد يظهر في اي لحظه ، استمر طيراننا بارتفاع 100 – 50 متر حتى مسافة 100 كلم عن قاعدة الوليد ، وفي هذا الوقت نادى الدفاع الجوي كلمة بركان التي تعني تهديد معادي وطلب منا اجراء مناورة المقص ( SISSAR) قمت بمنادات شامل (BRACK) يعنى دوران شديد الواحد باتجاه الاخر وتغيير الاماكن لكل منا والاستمرار بهذا الاجراء لحين التاكد من عدم وجود التهديد المعادي وفجأة لفت انتباهي صاروخ جو – جو قد انزلق من بيننا ثم انفجر امام طائراتنا بعد ارتطامه بالارض بسبب ارتفاعنا الواطي جداً في تلك اللحظه ، اتصلت بالدفاع الجوي لاخبرهم بما جرى وقد تبين لي ان من اطلق علينا صواريخه هي طائرة ميج 21 يقودها الملازم الاول اسعد دكسن من مسافه قريبه دون ان يميز طائراتنا عندها صرخت به !!! هل انت اعمى الم تشاهدنا وتميز طائراتنا وقد شاهدته انا وهو يبتعد عنا باتجاه سوريا ولم يجبني ، لقد كان حدثاً فريداً كان يمكن ان يستشهد احدنا بسببه دون ان يدقق احداً ذلك وتسجل للطيار المهاجم اصابه على انها طائره اسرائيليه ويمنح وسام شرف بذلك ، المهم وصلنا قاعدة الوليد الساعه 1815 وكان قد سبقنا غالب ومحمد نبيل وقد علموا بما حصل لنا في الجو من قبل طائراتنا قلت لهم اين رمزي شعبان قالوا انه في بغداد ،قضيت ليلتي في قاعدة الوليد حيث نمت نوماً عميقاً بعد حوالي 10 ايام ، ولكن اصوات انفجارات يوم 10 /10 لاتزال تدوي في اذناي وبقيت هكذا زمناً طويلا ، صباح يوم 16 /10/1973 ارسلت لنا طائرة (هيرون) يقودها الرائد هشام عطا عجاج حيث نقلتنا الى قاعدة كركوك الجويه وهناك استقبلنا المقدم الطيار الركن واثق عبد الله آمر القاعده مهناً بسلامتنا .

عودتي الى بغداد
---------------------
قضيت ليلتي في قاعدة كركوك الجويه ونحن نقص على الضباط المتواجدين هناك ماجرى في سوريا واساليب الطيران المفروض ان يتعلمها الطيار الذاهب الى جبهة القتال ( كان في القاعده طيارين سوخوي 7 سبق ان كانوا في كلية الاركان والبعض الاخر كمدربين في كلية القوه الجويه وبعض الطيارين الاحداث حيث يجري اعدادها كاحتياطي للحرب اذا تطلب الامر ذلك ) ، صباح يوم 17/10/1973 اقلتنا طائرة دوف حضرت الى القاعدة منذ الصباح الى قاعدة الرشيد الجويه ، هناك التقينا بالمقدم حاكم الاعرجي الذي اوكل باعداد طائرات السوخوي 20 الجديده التي لم يباشر الروس اعدادها للطيران فهي لاتزال مرزومه في صناديقها وقد رحب بنا كثيراً فهذا الرجل لنا معه ذكريات جميله لاتنسى ابد الدهر لمواقفه التربويه و الشجاعه المشرفه ، وقد هيىء لنا اماكن للمبيت في بهو ضباط القاعده ريثما يتم ادخالنا دوره على الطائره من قبل الطيارين الروس المرافقين للطائره ، لقد سمح لنا حاكم الاعرجي النزول الى بغداد للقاء عوائلنا ، لقد التقيت بعائلتي بعد ان ذهبت الى داري في زيونه حيث التقيت هناك بجيراني بيت المقدم عبد الكريم الحمداني ( يشغل آمر فوج في اللواء 8 الالي من الفرقه الثالثه المدرعه ) وكذلك التقيت بجاري العقيد الطيار خالد ساره الذي حضنني وقبلني فرحاً بمساهمتي بالحرب ضد اسرائيلي ( قالت لنا زوجته انه يبكي لعدم مساهمته بهذه الحرب وقال بالحرف الواحد اذبح ابني فداء لفلسطين قلت لها لقد ادى دوره ( سابقاً في حرب حزيران بعد ان طار لمطاردة الطيران الاسرائيلي واصيبت طائرته اصابات شديده كادت ان تؤدي بحياته ...) هؤلاء هم قادتنا يتوحدون عند الشدائد وعندما تصبح قضيتهم مصيريه ، لقد اخبرتهم ان الامور بالنسبه لنا جيده رغم خسائرنا بالطيارين والطائرات ، في داري شغلت سيارتي الشوفرليت 1967 وانطلقت بها الى بيت عمي بالكراده وانا لازلت ارتدي بدلة الطيران التي علق بها تراب الجولان بعد الضربه الاسرائيليه يوم 10/10 ، وصلت دار عمي الساعه 1800 وقد استقبلني ابني احمد وعيونه تشع بالفرحه بالاحضان اما ابنتي فرح فكانت لاتزال صغيره حضنتهم مع امهم واخذنا نبكي من شدة الفرحه بالعوده سالماً بعد الاخبار التي اشارت الى الكثير من الشهداء العراقيين ، اما العمه نوريه ( ام زوجتي ) قالت ان احمد كل يوم يذهب الى الجامع ويصعد على المناره يقول للمؤذن ادعي لبابا يعود بالسلامه ، بعد استراحه قصيره في دار عمي وانا اقص عليهم ما جرى في سوريا قصص الحرب .

الفترة 19 – 28 /10/1973
--------------------------------
كانت الفترة المذكورة حرجة بالنسبة لنا في بغداد والاخوان في سوريا لايزالون يقاتلون العدو ونحن نسمع الاخبار في بغداد ولكن الاوامر لايمكن التجاوز عليها راجعت الاخ حاكم الاعرجي وقلت له ماذا نفعل والطائرات لاتزال في صناديقها وتاخذ وقتاً طويلا لكي تكون جاهزه ، عليه اقترح علينا السفر الى كركوك لكي نقوم بتهيئة طياري السوخوي الذين الحقوا من الوحدات الغير فعاله، باساليب القتال المتبعه في سوريا ، التحقت الى قاعدة كركوك الجويه ومعي الاخوان غالب كمونه ومحمد نبيل احمد ايوب وقمنا وفق منهج مكثف تدريبهم على هذه الاساليب منها ( الطيران الواطي جداً ثم السحب الشديد الى الاعلى 30-40ْ والانقضاض على الهدف في ميدان رمي بشير والرمي بزاويه 7 -10 ْ والاستمرار بالارتفاع الواطي بعد القصف وسرعه عاليه 900 -1000 كلم /ساعه وبهجوم واحد فقط ) على ان لا تزيد فترة الهجوم الكليه عن 30 ثانيه ، وقد تخلل هذا الوقت بتاريخ 21 /10/1973 صدر امر لي بجلب طائرتين من قاعدة الشعيبه وفعلا ذهبت ومعي شامل صالح بواسطة طائرة المواصلات ( دوف ) وهناك اطمئننت على اهلي بواسطة الهاتف وفي المساء طرت بطائره مزدوجه وشامل بطائره منفرده اضطررت الى انزاله بقاعدة الكوت بسبب حلول الظلام لكونه لم يكمل منهج الطيران الليلي واستمررت انا الى قاعدة الرشيد حيث حصل حادث انفجار الاطار الامامي للطائره بسبب اختلاف زاوية التقرب لكون الطائره مزدوجه ولم يجري وضع اكياس رمل للموازنه فيها ، في الصباح عاد شامل من الكوت وطرنا سويا الى كركوك ، وهناك استمر طيراني مع الطيارين الاحداث او المنقطعين فتره طويله عن الطيران لحين صدور امرسحب القوات العراقيه من سوريا والذي جاء بعد وقف اطلاق النار في 20 /10/1973 .

عودة القوه الجويه العراقيه من سوريا
-------------------------------------------
بتاريخ 22/10/1973 صدر قرار انسحاب القوات العراقيه من سوريا وبدأت هذه القوات بضمنها القوه الجويه بالتهيىء للانسحاب ، بدأت اسراب القوه الجويه العراقيه من سوريا ، وفي هذا الصدد خصصت لي طائرة ( AN -24 ) ذهبت بها الى سوريا للمساهمه بنقل ما تبقى من الطائرات هناك في حينها التقيت باخي خلدون خطاب حيث قضينا وقت ممتع تجولنا فيه داخل سوريا في سوق الحميديه تسوقنا منه بعض الاحتياجات والهدايا وقضينا الليل في فندق القوات المسلحه حيث التقينا بالمقدم محمد جسام الجبوري وكان ساخطاً لقرار وقف اطلاق النار و متاسفاً لاشتراكنا بهذه الحرب التي دماء شهدائنا لم تجف بعد رغم الموقف العراقي باشراك ثلثي قواته المسلحه ، في يوم 25 /10/1973 بدأت قوتنا الجويه بالانسحاب التدريجي الى قواعدها في العراق ، في يوم 28 /10/1973 طرت بآخر طائره سوخوي 7 عراقيه الى قاعدة الوليد الجوية ومنها الى قاعدة كركوك الجوية ضمن تشكيل السرب الخامس الذي تحول تسليحه من سوخوي 7 الى سوخوي 20 .






الاثنين، 11 أكتوبر 2010

دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973 / الجزء الثاني



The Iraqi Air Force History

Iraqi Air Force - Irq. AF

أستكمالا" لمتابعة دور القوة الجوية العراقية في حرب أكتوبر/ تشرين أول / 1973 نعيد نشر المذكرات التي نشرت في موقع المجموعة 73 مؤرخين المصرية للسيد اللواء الطيار الركن متقاعد علوان حسون علوان العبوسي والتي يسلط فيها الاضواء على المشاركة العراقية في الجبهة الشمالية / سوريا. والقصد من كل هذا هو تسليط الاضواء بشكل وافي ودقيق على دور القوة الجوية العراقية البطلة في تلك الحرب أعتمادا على شهادات ممن كانوا مشاركين فيها أي شهود عيان بالاضافة الى أنها فرصة لتوضيح ولتصحيح بعض المعلومات التي أصبحت في ذمة التاريخ عن القوة الجوية العراقية ورجالها الابطال، والله من وراء القصد ولذا نعتذر للموقع وللكاتب عن أعادة نشر هذه المذكرات دون علمهم و موافقتهم في هذه المدونة.


دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973


اللواء الطيار الركن متقاعد
علوان حسون علوان العبوسي

الجزء الثاني :-

سرد عام للامور الشخصيه جرت اثناء حرب تشرين 1973
----------------------------------------------------
جرى التطرق بصوره عامه سابقا للسرد ، وكما تم تحريره في احدى مقالاتي بمناسبة الذكرى 35 لحرب تشرين ساتطرق الان لبعض التفاصيل العامه التي حدثت معي فعلا :

في اليوم الثاني لوصولنا (9/10/1973) وكان الموقف لايزال لصالح مصر وسوريا ونشاط الطيران الاسرائيلي ضعيف تجاه الجبهة السوريه ، عليه يجب ان نستغل ذلك من اجل فرض وجود الطيران السوري على جبهة الجولان وتشتيت جهد الطيران الاسرائلي مابين مصر وسوريا ، في منتصف النهار وبعد قراءة الخرائط المجسمه والتعرف على بعض المعالم السوريه جرى الاتفاق ان تكون الطلعات الاوليه لنا بقيادة الطيارين السوريين للتعرف على المنطقه بصوره عامه ، صدر امر ضربة جويه بستة طائرات سوخوي 7 على تجمع لدبابات العدو في الجولان على ان يقود التشكيل المقدم السوري عبد الرحمان ابو عوف والباقي من الطيارين العراقيين ، تالف التشكيل من الرائد سالم سلطان وانا و الملازم الاول فيصل حبو شعيب و الملازم الاول عماد لفته والملازم محمد احمد مطلوب ، تمت عملية التشغيل بصمت لاسلكي تام باستخدام الاشارات فقط واحياناً الكلمات الشفريه التي اتفق عليها ( عباره عن قائمه من الكلمات مع اعضاء التشكيل ومع الدفاع الجوي ) ، اقلع التشكيل كما يلي ، عبد الرحمن ومعاه عماد انا ومعي فيصل حبو وسالم ومعه محمد مطلوب ( نوع الحموله 4 قنابل x 500 برشوتيه وبعض الطائرات 4 x 500 عنقوديه ) ، كان الاقلاع على شكل تشكيل ثنائي مفتوح ، بعد الاقلاع ورفع العجلات بصوره غير طبيعيه ( دفع الطائره الى الامام وزيادة السرعه بشكل مباشر) والبقاء على ارتفاع 20 متر، بعد الاقلاع ترأت امامنا والى الخلف المتصديات السوريه المرافقه لنا كحمايه ضد المتصديات الاسرائيليه والتي تشعرك بالامان من التهديد الجوي ولو بنسبه مقبوله ، لم يمضي وقت طويل حتى دخلنا الحدود الاسرائيليه ومنذ لحظتها بدأت الاسلحه ضد الجو تنهال علينا بشكل لايصدق ولم نعتد عليه سابقاً فهذه هي اسرائيل وما الحل المناسب سوى البقاء على ارتفاع واطي وسرعه عاليه 900 كلم / ساعه والمناوره اذا اقتضى الامر عند توفر الوقت لذلك ولكن الوقت الى الهدف لم يستغرق سوى 15 دقيقه عليه استقر التشكيل على شكل تشكيل صحراوي مفتوح ، قبل الهدف شعرت بصاروخ ارض جو قد يكون محمول على الكتف متوجه نحوي وبسرعه دفعت عصا القياده الى الامام ولم يكن لدي سوى امتار قليله كادت طائرتي تصطدم بالارض ( حوالي 5 متر ) عندها شعرت مروره باعلى طائرتي بامتار قليله ثم انفجر فوقي محدثاً اهتزاز شديد بالطائره ولكن الحمد لله لم تصب طائرتي باذى ، دقائق ونكون فوق الهدف ، نادى قائد التشكيل ( الهدف في الساعه 1100 يسار اجابه الجميع بضغط عتلة زر الراديو دلاله على الاتصال بالهدف بالرؤيا ( الهدف عباره عن دروع متخندقه داخل ملاجىء محصنه واخرى خارج الملاجىء ) سحب شديد الى الاعلى بفواصل زمنيه 2 ثانيه بين طائره واخرى والانقضاض بدرجه 10 – 15 ْ ثم القاء القنابل والانسحاب خارج الهدف بحارق خلفي وزيادة السرعه الى 1100 كلم / ساعه بارتفاع 10 -15 متر ، نادى قائد التشكيل التفرق للتشكيل والعوده كل طائرتين على حده ، وما هي الا دقائق محدوده حتى وصلنا القاعده وهبط تشكيلنا بشكل فردي وادخلنا الملاجىء بسرعه لاحتمال ضربه جويه على طائراتنا من قبل اسرائيل ، كان الوقت المستغرق حوالي 35 دقيقه ، استقبلنا المقدم صباح صالح وباقي الطيارين بالاحضان مهنئينا على سلامة الوصول ، تم اشعار السرب ان الاصابات كانت مؤثرة جداً ( من الامور التي افتخر بها موقف المقدم الطيار صباح صالح هذا الرجل كانت عيناه تنطق لما في دواخله من حب وتقدير لنا سواء بعد التنفيذ او قبله فهو يشجع الجميع على الطيران ، وفي احدى المرات اخذ طائره ومعه احد الطيارين السوريين وقام يتنفيذ واجب الا ان القياده الجويه السوريه اعادت التشكيل بعد اقلاعه لكون شعرت ان هناك تهديد من المتصديات اللاسرائيليه فوق الهدف وعند نزوله من الطائره انزعج جداً وقال انا روحي ليست اعز من باقي الطيارين لماذا اعادونا ولم ننفذ الواجب وكان يعتقد ان هناك تعمد في اعادة تشكيله ولكن فعلا كان هناك العديد من المتصديات الاسرائيليه فوق الهدف المكلف به ، كان هذا الرجل كتله متقده من الحماس الوطني وهكذا هو دائماً رغم كبر سنه ، كان عباره عن صوره حيه حقيقيه عندما تنظر اليه تقول انا اطير بدلا عنك سيدي وكان لايقبل بذلك طالما هو طيار عليه ان يطير رغم عدم مطالبة القياده له بالطيران ... ) .

استنتاج عام
-------------
من خلال الطيران لعدد من الطلعات قام بها طيارونا سواء في قاعدة بلي او مطار دمشق الدولي ظهر لنا ضعف استعداد الطيران السوريين للمعركه لاسباب عديده منها ، عدم ايجاد التكتيكات التعبويه لمواجهة القوه الجويه الاسرائيليه والمفروض بسبب قربهم من اسرائيل قد تعلموا منها الكثير واختيار الاساليب المناسبه لمواجهتها سواء كطائرات هجوم ارضي او متصديات تسبب عن ذلك كثرة خسائرهم بالطائرات لاهداف لاتتناسب وعمل القوه الجويه ،اسلوب الطيران والمناوره اثناء التقرب الى الهدف ، في الحقيقه كنا عون لهم بذلك فقد بذلنا جهد موضحين بعض هذه التكتيكات اثناء الملاحه الى الهدف واثناء الهجوم والانسحاب وقد اجابونا ليس السبب نحن كطيارين ولكن المفروض بالقيادات السياسيه السعي بالتعاون مع باقي القوات الجويه العربيه للتعرف عن كثب معها وتبادل الخبرات في هذا الصدد ، من الامور الاخرى هي الطيران دون ايجاز لايضاح بعض الامور المهمه في الطيران في حالة القذف او الاسر ، التخطيط للضربات غير مجدي فالخرائط معده سلفاً وموضوع عليها الاهداف وكل خارطه تحوي 5 – 10 اهداف وطريق الذهاب والعوده وعندما تنظر الى الخارطه لم تفهم منها شيىء وهي بقياس 1/1000000 مما جعلنا نقوم بعمل خرائط جديده موضحين عليها الاسلوب المثالي للضربات الجويه ، لذلك عند الطيران كان العدو على علم مسبق باسلوب التقرب واي الاهداف سوف تهاجمها القوه الجويه السوريه عليه كانت تضع كمائن للطيارين وتتمكن نم اسقاط طائراتهم بسهوله مما ابدت القيادة العراقيه تحفظها عن هذه الاساليب التي يمكن ان اطلق عليها بالاساليب الجاهله البدائيه الغير موازيه للطيران الاسرائيلي المتفوق على الطيران السوري ، شعرنا ونحن في غرفة الطيارين ان هناك احد الخبراء الروس متواجد معهم يرشدهم لما يعملون اثناء الطيران وكانت اساليبه دفاعيه اكثر منها هجوميه والطيران السوري في موقف الهجوم عليه كنا لانتفق معه البته ، المهم لم يكن الوقت ملائم للتغيير ولكن بالقدر الذي يؤمن عودة التشكيلات سليمه على الاقل تجاه اهداف اسناد جوي قريب او تجريد ...خلاصة ما توصلنا اليه ان الطيارين السوريين شجعان جدا وقريبين من الطيارين الانتحاريين دون داعي تجاه مثل هذه الاهداف التي ضحت سوريا فيها بمظم طياريها اذن شجاعه دون تخطيط ، هو ضرب من الجنون والفوضى الغير مقبوله .

ما جرى يوم 10/10/1973
------------------------------
بعد يوم صعب من الطيران نفذه الطيارين العراقيين ، انذرتنا غرفة عمليات القوات المسلحه احتمال قيام العدو شن ضربات جويه على كافة القواعد والمطارات السوريه يوم 10/10/1973 لكونه قد تضرر في الايام السابقه من اجل احداث التوازن الذي اختل على الجبهتين المصريه والسوريه في محاوله لتغييره ليصبح لصالحه خاصة بعد ان اكتمل حشد الاحتياط الاستراتيجي الاسرائيلي ....استيقظنا صباح هذا اليوم قبل الضياء الاول وارتدينا ملابس الطيران وجلست انا واخي الرائد حازم حسن قاسم في غرفتنا نتداول الحديث بمجريات امور الطيران الصعبه وطريقة زجنا في هذه الحرب بهذه السرعه ولكن ما العمل وهذا هو واقع الحال حيث المفروض من القياده السوريه التفكير ملياً قبل الحرب استدعاء ولو بعض الطيارين العراقيين وبعض قادة الجيش الاخرين للتعرف على ظروف عملهم ريثما تبرز الحاجه لهم في المستقبل وان لانكون بهذا الموقف المحرج ، على اية حال ونحن في هذا النقاش دوت صافرة الانذار معلنه بقدوم غاره جويه اسرائيليه ، خرجنا مسرعين خارج مقر السرب الحربي باتجاه الملجأ القريب المحصن جيداً وتكدس الجميع فيه ، وفي اقل من 5 دقائق استهدف العدو مقرنا بصوره مباشره وجعله ركاماً واثراً بعد عين ولله الحمد كان الجميع خارج المقر ولم يصب احداً منا سوى تدمير حاجياتنا الشخصيه وكل ما موجود بالمقر ، لقد ملىء الغبار نتيجة الانفجار الشديد للقنابل هذا الملجأ وكاد الجميع ان يختنق ونحن ننتظر انتهاء الغاره التي استهدفت المدرج الرئيسي للمطار وملاجىء الطائرات ومقر السرب الحربي ، الموقف الان بعد انتهاء الغاره ، انفجارات شديده للقنابل والصواريخ المنتشره هنا وهناك ، قام العدوا بتلغيم المطار بالقنابل الموقوته التي باتت تنفجر بين الحين والاخر مما شلت اي حركه في المطار ، استمر بقائنا اكثر من 3 ساعات داخل الملجأ بعد ذلك تم نقلنا الى غرفة عمليات القاعده الموجوده في عمق احد الجبال المحيطه بها والتي استمر بقائنا فيها حتى نهاية الحرب ، لقد كانت الغاره مؤلفه من 4 طائرات فانتوم وطائرتين سكاي هوك ، استخدمت قنابل ضد المدارج وقنابل دقيقه اخرى ضد مقر السرب حيث كان مسارها من شباك التهويه الخارجي للسرب ، خسائرنا كانت 3 طائرات سوخوي 7 وتدمير عدد من الملاجىء المحصنه ، استقر بنا المقام في غرفة العمليات المشار اليها آنفاً ولم يتم تنفيذ اي واجب للطيران من قاعدتنا حتى يوم 13 /10 ، مما اضطر بعض الطيارين السوريين الانتقال الى مطار دمشق الدولي للتنفيذ من هناك ، فجعنا مساء هذا اليوم باستشهاد اخي وحبيبي الملازم الاول الطيار البطل سلام محمود ايوب بعد تنفيذه احدى الطلعات على جسر بنات يعقوب قرب بحيرة الحوله ،كما فجعنا باستشهاد كل من الملازمين رضا جميل وعصام جانكير والمقدم الطيار السوري عبد الرحمن بعد طيرانهم من مطار دمشق الدولي اضافه الى بعض الطيارين السوريين وهي خسائر غير مقبوله بسبب سوء الادارة والتخطيط السوري ...،
في يوم 12/10/1973 بدأت طلائع القوات البريه العراقيه بالوصول الى دمشق اولها اللواء المدرع 12 بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الامامي ، وقد زجت فوراً بالقتال وقد واكتملت تقريباً يوم 20 /10/1973 .

بلغ تعداد القوات البريه العراقيه ماياتي:- 
--------------------------------------------
أ . الفرقه المدرعه الثالثه . بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين وهي مؤلفه من اللواء المدرع 12 بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الامامي ،واللواء المشاة الالي 8 بقيادة العقيد الركن محمود وهيب ، واللواء المدرع السادس بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر .
ب .الفرقه المدرعه السادسه . المؤلفه من ( اللواء المدرع 30 / اللواء المدرع 16 / لواء المشاة 15 ) .
ج .فرقة المشاة الالي الخامسه . منها اللواء الالي /20 بقيادة العقيد الركن سلمان باقر .
د .فرقة المشاة الرابعه . منها لواء المشاة /5 بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون .

الطلعه الثانيه في 13/10/1973
-----------------------------------
استمر العدو الصهيوني بالتعرض على قاعدتنا ( بلي ) للايام 10 ،11،12، منذ الصباح الباكر ولم نتمكن من الطيران لهذا السبب حيث ايقن ان الاسراب العراقيه لاتزال نشطه وبامكانها احداث متغيرات ومفاجآت جديده قد تؤثر على مجرى العمليات القادمه ، في هذه الايام وبعد اشتراك القوات البريه العراقيه بالمعركه بدأ العدو هجومه الشامل على القوات البريه السوريه ادى الى تقهقرها من المناطق التي احتلتها في بدايه المعركه والتي استرجعت كافة اراضيها في الجولان وحتى بحيرة طبريه ، لقد كانت حالتنا النفسيه سيئه بعد سماعنا الاخبار عن زحف القوات الاسرائيليه باتجاه دمشق الهدف السوقي الخطير، اما السرب السوري المتواجد معنا في بلي فلم يبقى منه سوى النقيب كمال عبد الله وعدد محدود من الطيارين السوريين الجدد وعليه شددنا الاحزمه وطلبنا من مجموعة تصليح المدرج الاسراع باعداده للطيران وفعلا بعد ظهر هذا اليوم اصبح المدرج جاهز للطيران وتم توزيع الواجبات على الطيارين وكانت حصتي مع احد الطيارين السوريين لقصف القوات الاسرائيليه المشتبكه مع القوات السوريه على محور القنيطره – دمشق والتي يشاغلها اللواء المدرع 12 من الفرقه الثالثه العراقيه ، كانت طلعتنا الاولى على المدرج الذي لم يجف تصليحه ولم اتمكن من مشاهدة قائد التشكيل بسبب الغبار الا بعد الاقلاع حيث توجهنا للواجب المكلفين به وبعد دقائق محدوده شاهدنا الدروع الاسرائيليه وهي تتقدم على المحور المشار اليه آنفاً وتم معالجتها بالقنابل العنقوديه باصابات مباشره وعدنا ادراجنا الى القاعده والمتصديات الاسرائيليه تلاحقنا حتى وصولنا القاعده الا ان المتصديات السوريه ادت دورها ببساله في مواجهتها وثنيها عن واجبها ، كان نزول التشكيل مساءً ، استقبلني زملائي بالترحاب على راسهم المقدم الطيار صباح صالح والرائد سالم سلطان والرائد حازم حسن وآخرين ، استمر طيراننا لهذا اليوم حتى غروب الشمس وكان الهدف هو ايقاف زحف القوات الاسرائيليه نحو دمشق وقد ابدع اللواء الثاني عشر المدرع العراقي في تصديه لهذه القوات ومنعها من التقدم نحو دمشق .
الموقف لايبشر بخير ابداً والقوات الاسرائيليه باتت قريبه من دمشق بعد ان دمرت القوات البريه السوريه التي ابلت بلاءً حسناً في بدايه الحرب ، كنا في اشد حالات الحزن والاكتئاب ونحن نشاهد من قمة الجبل الذي يطل على ارض المعركه الانفجارات وتقهقر القوات السوريه ، اقترحت ومعي الرائد حازم حسن قاسم على الرائد سالم البصو فكرة الطيران الليلي خاصة نحن جاهزين لمثل هذه الواجبات وفعلا درس هذه الفكره وطرحها على السوريين ولكن يبدوا ان القاعده غير مجهزه لهذا الغرض ومع ذلك كنت انتظر اي امر بهذا الخصوص طوال ليلة 13 /14 ولم تاخذ عيني النوم ، الموقف خطير جداً حيث يحتمل احتلال المنطقه التي كنا فيها لقربها من منطقة العمليات البريه ، كانت الاخبار التي تردنا باستشهاد عدد آخر من الطيارين العراقيين المتواجدين في مطار دمشق الدولي ومطار الضمير والسيكال حيث بلغ تعداد الطيارين ممن استشهدوا 11 طيار ، الايام 14 ،15 كانت اشد كأبه علينا ونحن نتفرج ولا نستطيع فعل عمل مؤثر يرفع من معنوياتنا المحبطه .

موفد قيادة القوه الجويه الى سوريا
-------------------------------------
كان تلفزيون العراق قد عرض صور للطيارين الذين استشهدوا في المعركه منهم الشهيد سلام محمود ونامق سعد الله وكامل سلطان ورضا جميل وعصام جانكير وابراهيم كاظم واحمد صالح واسماعيل احمد سليمان وآخرين وصور للاسرى من مصر منهم الملازم الطيار عبد القادرخضر والنقيب عماد عزت والملازم دريد عبد القادر وآخرين ايضاً وقد اثار هذا الموضوع شجون الشارع العراقي واهالي الشهداء ، في يوم 12 /10/1973 زارنا العميد الطيار حميد شعبان التكريتي مدير الحركات الجويه العراقي موفداً من قبل قائد القوه الجويه العراقيه اللواء الطيار الركن حسين حياوي التكريتي لتفقد احوالنا ، وقد فوجىء باوضاعنا الاداريه المزريه منها موضوع السكن بعد ان قصف مقر السرب الحربي وايوائنا جميعاً في غرفه لم تتجاوز مساحتها الكليه 30 متر وهي مليئه بالاسره المتراصه مع بعضها البعض فهي لاتكفي سوى 5-7 اشخاص بينما نحن حوالي 20 شخص معنا الضباط المهندسين والفنيين ، وملابسنا وسخه ولحانا قد طالت بسبب فقدان ادوات الحلاقه وملابسنا اثناء قصف المقر ، وعلى الفور صرف مبلغ 1000 دينار الى آمر السرب لشراء الاحتياجات الضروريه من ملابس داخليه وبيجامات للنوم وادوات حلاقه ومعاجين اسنان واحذيه وغير ذلك وقد تم تشكيل لجنه من الفنيين برآسة الملازم الفني مهند عبد الرزاق لتامين ذلك وكذلك شراء مواد ووجبات طعام للفنيين الذين اصبحوا في العراء بعد قصف ملاجىء الطائرات التي كانت تاويهم ، وقد اثنى حميد شعبان على الجهود المبذوله من قبلنا وابلغ الجميع تحيات قائد القوه الجويه العراقيه لكل فرد منا وحثنا على التحمل والصبر واشار انه ستردكم بعض الاوامر في الايام القادمه لعلها تحدث تغييراً لهذا الواقع ، وقد تسائلنا ماهي هذه الاوامر واعتقد انها الخطة الجويه العراقيه الجديده لاسلوب العمل المقترح للواجبات القتاليه للمرحله القادمه .

الخطه الجويه العراقيه الجديده
-------------------------------------
بعد زيادة نسبة الخسائر الغير مقبوله بالطيارين والطائرات تجاه واجبات ليست ذا تاثير مهم في سير المعارك بعد ان تمكن العدو الاسرائيلي استعادة كافة الاراضي التي احتلتها القوات السوريه في بداية المعركه فليس للطيران تغيير هذا الواقع الا اذا تم تجاه اهداف اسرائيليه مهمه في العمق البعيد ، الاجراء الذي اتخذه القائد الجوي المقدم محمد جسام الجبوري بعد التشاور مع هيئة ركنه المقدم نجدت النقيب والمقدم صباح صالح والرائد سالم البصو والقياده العامه للقوات المسلحه العراقيه الممثله بالفريق عبد الجبار شنشل هو ايقاف الطيران العراقي في سوريا ثم وضع خطه جديده للعمل تتضمن توجيه الضربات الجويه في العمق الاسرائيلي لتخفيف الزخم عن جبهات القتال( قواعد جويه ، منشآت اقتصاديه ، اهداف حيويه ...الخ) ، وتم تقديم الخطه الجويه العراقيه الى القياده العامه للقوات المسلحه السوريه لكنها لم توافق عليها لااسباب كثيره منها احتمال ايقاف القتال قريباً ، اضطرت القياده الجويه العراقيه الاستمرار بالقتال على النمط السوري وذلك لكون ان معظم الطيارين السوريين قد قتلو واصبح لامناص من تركهم وهم بهذه الحاله ...( اثناء تواجدنا ضمن غرفة عمليات الدفاع الجوي السوري التقينا بالنقيب الطيار السوري كمال عبد الله وكان معاون آمر السرب السوخوي السوري الذي فقد معظم طياريه ولم يبقى سواه وعدد قليل من الطيارين الاحداث قال لنا لاتتخلوا عنا فلم يبقى سوى اعداد قليله من الطيارين ، نحن نعرف ان قيادتنا لم تحسن استخدام سلاحنا الجوي ولكن ما العمل والحرب لاتزال قائمه وكان يتكلم وعيناه تدمعان حزناً لما جرى ، قال له صباح صالح نحن قدمنا من اجلكم فكيف نتخلى عنكم بل سنستمر وامرنا الى الله ...)

 http://www.group73historians.com/HomeRecentChar.aspx?ID=67




الأحد، 10 أكتوبر 2010

دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973/ الجزء الأول



The Iraqi Air Force History


Iraqi Air Force - Irq. AF


أستكمالا" لمتابعة دور القوة الجوية العراقية في حرب أكتوبر/ تشرين أول / 1973 نعيد نشر المذكرات التي نشرت في موقع المجموعة 73 مؤرخين المصرية للسيد اللواء الطيار الركن متقاعد علوان حسون علوان العبوسي والتي يسلط فيها الاضواء على المشاركة العراقية في الجبهة الشمالية / سوريا. والقصد من كل هذا هو تسليط الاضواء بشكل وافي ودقيق على دور القوة الجوية العراقية البطلة في تلك الحرب أعتمادا على شهادات ممن كانوا مشاركين فيها أي شهود عيان بالاضافة الى أنها فرصة لتوضيح ولتصحيح بعض المعلومات التي أصبحت في ذمة التاريخ عن القوة الجوية العراقية ورجالها الابطال، والله من وراء القصد ولذا نعتذر للموقع وللكاتب عن أعادة نشر هذه المذكرات دون علمهم و موافقتهم في هذه المدونة. 


دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973



اللواء الطيار الركن متقاعد
علوان حسون علوان العبوسي
الجزء الآول


عام
------------
تعتبر حرب 6 تشرين 1973 (العاشر من رمضان) من اهم المساهمات التي ساهم بها الجيش العراقي عبر سفره الخالد في تاريخه الحديث .... هذه المشاركة التي تمت دون إشعار أو تخطيط أو تنسيق مسبق لذلك تعتبر ضرب في البطولة والشعور الوطني والقومي تجاه قضايا ألامه العربية وعدوها التقليدي ( الكيان الصهيوني ) ....

كنا ضباط أصاغر برتب نقيب ورائد طيار نتساءل لماذا أرسلت أسراب طائرات الهنتر السادس والتاسع والعشرون إلى مصرفي نيسان 1973 وكان الجواب لأغراض التعاون مع القوات الجوية المصرية وكنا نفرح لذلك ونتوسط من اجل شمول أسراب قوتنا الجوية الأخرى ...وبعد مضي الوقت وصادف عودة بعض الطيارين من مصر إلى العراق للتمتع باجازة قصيرة كنا نلتقي بهم ونسألهم نفس السؤال ؟ يكون جوابهم لأغراض التعاون مابين القوتين الجويتين.

أخيرا أتضح لنا السبب جليا بعد سماعنا من الراديو مساء يوم 6تشرين (اكتوبر1973 خبر هجوم 200 طائرة مصرية ومعها 24 طائرة هنتر عراقية في الساعة 1400 لمواقع العدو الإسرائيلي في شرق القناة والمتمثلة ( بالمطارات في سيناء تماده وراس نصراني والمليز ... ومواقع القيادة والسيطرة وبطريات الصواريخ ارض جو ثم توغل القوات البرية شرق القناة بعمق 5 كلم).... وقد تزامن مع هذا الهجوم هجوم 200 طائرة سورية ضد الأهداف الاسرائيلية في الجولان لاستعادة الأراضي التي احتلها العدو عام 1967.

إجراءات القيادة السياسية العراقية
---------------------------------
في مساء نفس اليوم اجتمعت القيادة السياسية والعسكرية العراقية برئاسة رئيس الجمهورية احمد حسن البكر وبعد التشاور مع القيادة السورية أصدرت قرار المشاركة في الحرب وأوعزت للسربين التاسع والحادي عشر (ميج 21 ) التوجه فورا إلى سوريا كما أوعزت إلى الأسراب الهجوم الأرضي الأول والخامس والثامن سوخوي 7 والسرب السابع ميج 17 التوجه تباعا إلى سوريا كما أوعزت إلى الفرقة المدرعة الثالثة بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين (ألويتها ل مدرع 12 بقياده العقيد الركن سليم شاكر الامام ول مشاة ألي 8 بقيادة العقيد الركن محمود وهيب ول مدرع 6 بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر ) والفرقة المدرعة السادسة (ألويتها ل مدرع 30 ول مدرع 16 ول مشاة 15 ) واللواء الآلي من فرقه المشاة الآلي 20 بقياده العقيد الركن سلمان باقر واللواء المشاة5 من الفرقة المشاة الرابعة بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون.
إعادة العلاقات وإبرام معاهدة عدم اعتداء مع إيران ليتسنى سحب القطعات المتواجدة على الحدود الايرانية …. أضافه إلى تاميم حصة هولندا النفطية وتقليل حصص دول العدوان وكذلك فعلت الدول العربية النفطية الأخرى .

الالتحاق إلى سوريا
--------------------
كنت على التو قد أنهيت دورة في القتال الجوي على الطائرات المقاتلة ومتمتع في أجازه نهاية الدورة وصادف أن أكون مع عائلتي في احد أسواق بغداد عندما سمعت خبر الهجوم بالراديو .. قلت لعائلتي اعتبر أن إجازتي انتهت…. في صباح يوم 7 أكتوبر التحقت في قيادة القوة الجوية طالبا تتسيبي لأحد الأسراب المقاتلة وتم تتسيبي إلى السرب الخامس سوخوي 7 في قاعدة كركوك الجوية آمره الرائد الطيار سالم سلطان البصو يعاونه الرائد الطيار حازم حسن قاسم وكنت أنا آمرا للرف الأول في السرب المذكور … التحقت في السرب مساء بعد ان اقلني اخي الرائد الطيار موفق سعيد عبد بسيارته الخاصه ( شوفرليت موديل 1959 ) كما التحق معنا النقيب الطيار يوسف محمد يوسف وهما كانا في دورة آمري الاسراب الحتميه المفتوحه بجناح الدورات الجويه وقد وجدت السرب قد هيىء مستلزمات التنقل صباح يوم 8 أكتوبر.

صباح يوم 8/10/1973 اوجزنا الرائد الطيار هشام عطا عجاج بمهمة القوات الجويه العراقيه في سوريا موضحاً خط رحلة اسراب الهجوم الارضي المنطلقه من قاعدتي كركوك وابي عبيده واوضح لنا من ان اسراب المتصديات قد تم ارسالها منذ صباح يوم 7 منه ، وقد اوصانا بالصمت الاسلكي كجانب امني مهم لسلامة تشكيلاتنا ، بدأنا بالتنقل إلى سوريا من قاعدة كركوك الجويه في الساعه 1000 من نفس اليوم و على شكل مجموعات رباعية بفاصل خمسة دقائق بينهما ، كان معي بالتشكيل كلا من الملازم الاول فيصل حبو شعيب والملازم الاول حسن عبيد والملازم الاول محمد السعدون ، تسلق التشكيل الى ارتفاع 6000 متر باتجاه قاعدة الوليد الجويه ، بعد مدينه حديثه بدءنا بالانحدار التدريجي تحسباً للكشف الاسرائيلي الممتد عبر الاراضي العراقيه لحين وصولنا مدينة الرطبه بارتفاع 100 متر، تم هبوطنا بقاعدة الوليد الجويه التي كانت مزدحمه باسراب السوخوي والميج 21 وبعد تناول وجبه خفيفه اقلعنا مره اخرى باتجاه سوريا على ارتفاع منخفض جداً 30 -50 متر حيث تقرر هبوط السرب الخامس في قاعدة (بلي) الجويه ، قبل وصول القاعده اتصل بنا احد الضباط الجويين العراقيين واعتقد كان مقدم نجدت النقيب محاولا اعطاء بعض الدلالات لهذه القاعده وفعلا كانت مفيده لنا ، في اقل من 5 دقائق بعد وصولنا القاعده هبطت طائراتنا فيها بسلام وادخلت الطائرات فوراً داخل الملاجىء المحصنه ، اما السرب الأول فهبط في مطار ( دمشق الدولي ) والسرب الثامن في مطار الضمير وسبق أن هبط السربان التاسع والحادي عشر ( ميج 21 ) في مطاري سيكال والناصرية أما السرب السابع فهبط في مطار الضمير ، في المساء التقى بنا آمر القاعده واوجزنا بالمنطقه وسياقات العمل المتعارف عليها ، في قاعدة بلي التقينا بالرائد الطيار العراقي سمير زينل حيث كان منسب آمراً لاحد اسراب الميج 17 السوريه وقد سبق له ان شارك بالعديد من الطلعات منذ اليوم الاول للمعركه ،كما التقينا بعدد من الطيارين ممن كانوا معنا في روسيا عام 1967 منهم عبد الرحمن وكمال وغيرهم لا اذكر اسمائهم الان ، المهم جرى توزيع الخرائط علينا وتسليمنا للكلمات الشفريه التي اعتاد السوريين العمل بموجبها في الجو وجرى دراسة المنطقه جيداً وفق هذا الوقت القصر على خرائط مجسمه تظهر طبيعتها الجغرافيه ، بعد تناول وجبه عشاء خفيفه ولشدة تعبنا هذا اليوم خصصت لنا اسرة للمنام في داخل مقر السرب التعبوي تحت الارض حيث سنبدأ الطيران ضد الاهداف الاسرائيليه غداً 9/10/1973 ان شاء الله .

لقد ساهمت طائرات النقل نوع (انتونوف 12 و 24 ) بنقل مستلزمات كل الأسراب المساهمه رغم ظروف الحرب الصعبة كما ساهمت طائرات الهليكوبتر بأعمال إعادة التمركزات لوسائل الدفاع الجوي والأسراب وفقا للموقف الجديد .... لم يبقى في العراق سوى السرب 14 لحماية بغداد وبعض مفارز من طائرات السوخوي والميج 21 لاعادة تاهيل الطيارين المتواجدين في كليه القوه الجوية وكلية الأركان بغرض زجهم بالمعركة بعد ذلك .

موقف واجراءات تنفيذ القوة الجوية العراقية واجباتها في سوريا
----------------------------------------------------------
في 10 أكتوبر أصبح موقف القوه الجوية العراقية في سوريا ماياتي: ( 50 طائره سوخوي هجوم ارضي و36 طائره متصدية و8طائره ميج 17 ) .... نسبة الطيارين إلى الطائرات 2: 1 للاستعواض . اما تنفيذ الواجبات فكان كما يلي :
أ . باشر السربان 9 و 11 متصديات الطيران ( الاعتراضي ) مع الطيران السوري منذ اليوم الأول لوصولهم في 7 أكتوبر واستمر حتى وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر واستطاع كلا من الطيارين التالية أسمائهم اسقط 3 طائرات اسرائيلية ( المقدم الطيار الركن محمد سلمان حمد والرائد الطيار الشهيد نامق سعد الله والنقيب الطيار شهاب احمد ) ...
ب. باشرت أسراب الهجوم الأرضي 1 و 5 و 8 و 7 الطيران منذ 9 أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار .
ج . لقد واجهت أسراب الهجوم الأرضي ظروف صعبة بسبب قلة الاستحضارات وعدم التعرف على المنطقة بشكل جيد بعد زجها بشكل مباشر في المعركة أدى إلى وقوع خسائر غير مبررة بالطيارين خاصة وان امكانية الطائرات الروسية القتالية آنذاك لم تكن بالصورة التي عليها ألان فالطائرة تحتاج إلى طيار يقودها إلى الهدف على عكس الطائرات الغربية حيث الطائرة هي التي تقود الطيار إلى الهدف بواسطة ما تحتويه من أجهزه ملاحيه وقصف دقيقه، ولما كانت المعلومات غير متوفرة والطيارين لم يسبق لهم ممارسة الطيران في سوريا قبل هذا الوقت لذلك كانت الخسائر غير مقبولة في المفهوم التعبوي ومع ذلك فقد أعجب الطيارين السوريين بكفاءة الطيار العراقي رغم كل الظروف التي أشرت إليها أنفا وقد أفدناهم في أمور أساليب الاستخدام القتالي أثناء تنفيذ الواجبات مما ساهم في تقليل نسب الخسائر بالطيارين وأصبحوا يقولون لو كنتم معنا قبل هذا الوقت لأبلينا بلاءا حسنا معكم ....
ماهية واجبات القوةالجوية السورية
-------------------------------------
أ‌. التخطيط للواجبات لم يكن بمستوى تخطيط العدو الإسرائيلي فقد تمكن من كشف الخطط السورية مبكرا ومن ثم نصب كمائن في طريق ذهاب الطائرات إلى أهدافها وإسقاطها بل العدو كان يعلم بالخطة أساسا( السبب أن خرائط الطيارين كان قد ثبت عليها كل الأهداف المعادية وأسلوب الذهاب والعودة إلى الهدف وعندما يقذف الطيار من الطائرة بسبب اصابة طائرته من قبل الدفاعات الجويه الاسرائيليه يلقى القبض عليه ويستولي العدو على هذه الخرائط يستدل منها على الخطط التعبويه للاستخدام .)
ب . اقتصرت الخطه الجوية على عمليات الإسناد الجوي القريب وبعض أهداف التجريد لمواقع التحشد والتموين وقد خلت الخطة من أهداف الحركات الجوية المقابلة لأهميتها القصوى في المعركة ...
ج .الأهداف كانت ( القنيطرة ,تل عنتر , سعسع , مجدل شمس , منطقه طبريه , جسر بنات يعقوب , ارتال متقدمه تجمعات , إسناد القوات ألبريه في انسحابها من الأهداف التي احتلتها في بداية الحرب ).
د .استمر زخم طائرات الهجوم الجوي العراقي حتى يوم 10 أكتوبر .... بعدها توجه العدو إلى الجبهة السورية بعد أن احكمت القوات ألمصريه مواقعها في سيناء وذلك لخطورة هذه الجبهة بعد أن استعادت سورية كافة أراضيها في الجولان.... ففي الهجوم المقابل الإسرائيلي ... كان العدو يقوم منذ الصباح الباكر واعتبارا من 11 أكتوبر شل كافة القواعد الجوية السورية وتلغيمها بالقنابل الموقوتة لكي تتفرغ في هجومها المقابل تجاه القوات السورية. لذا كنا نعاني من ذلك كثيرا ونحن نسمع من غرف العمليات تقهقر القوات السورية بعد تحقيقها هزيمة للقوات الاسرائيلية في بداية الحرب .... وقد أوعز السوريين ذلك في نقص بالقوات وتأخر وصول الجيش العراقي حتي 13 أكتوبر حيث كانت القوات السورية قد أكملت انسحابها ....

قرار القوة الجوية العراقية في سوريا
--------------------------------------
نتيجة للخسائر الكبيرة بالطائرات والطيارين السوريين والعراقيين اقترحت القيادة العراقية في سوريا المؤلفة من المقدم الطيار محمد جسام الجبوري والمقدم الطيار صباح صالح والمقدم الطيار نجدت النقيب وبعد استشارة قيادة القوة الجوية في بغداد تعديل الخطة الجوية السورية بما ينسجم ومتطلبات الموقف الجديد .... ووضعت خطه تحوي على أهداف استراتيجية مهمة بغرض شل القوه الجوية الاسرائيلية والقيام بهجوم مقابل أخر بالمساهمة مع القوات البرية العراقية التي وصلت على التو سوريا واستكملت تحشدها في 17 أكتوبر ... من حيث المبدأ وافقت القيادة العسكرية على الخطة ولكن القوة الجوية والدفاع الجوي السوري لم يوافقان عليها ... وعلى أية حال استمرت قوتنا الجوية وفق الخطة السورية حيث زادت نسب خسائرنا بالطائرات والطيارين وكذلك بالنسبة للسوريين تجاه أهداف لم يكن تأثيرها واضح في المعركة .

خسائرنا في سوريا
-------------------
بلغ إجمالي خسائرنا في سوريا فقط 15 طيار وأسيران و 15 طائرة سوخوي 7 وطائرتان ميج 17 و5 طائرات ميج 21 ..... كما بلغت عدد الطلعات ألمنفذه بطائرات الهجوم الأرضي حوالي 200 طلعة وضعف هذا العدد بالنسبة للطائرات المتصدية .

العودة إلى العراق
--------------------
في 14 أكتوبر قرر الرئيس المصري أنور السادات تطوير الهجوم شرق قناة السويس إلى المضائق بالرغم من ممانعة القادة العسكريين ذلك مما أدى إلى تحرك القوات المصرية ومعها وسائل الدفاع الجوي باتجاه الشرق سبب ذلك من حدوث ثغره في الكشف الراداري المصري وقد استغل ذلك من قبل إسرائيل تسللت عبرها مجاميع من الطائرات الاسرائيلية باتجاه الغرب وبالتالي إيجاد منفذ لعبور القوات الاسرائيلية غرب القناة في منطقة الدفرسوار وتطويقها الجيشان الثاني والثالث وتهديد منطقة الاسماعيلية والسويس مما أدى وقوع خسائر كبيرة بالجيش المصري. قررت كلا من مصر وسوريا وقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن 338 ....اقترح العراق استمرار المواجهة إلا أن سوريا رفضت ذلك .... عادت القوة الجوية العراقية إلى قواعدها في العراق بعد 23 أكتوبر وهي بذلك تسجل أروع صفحة من صفحات البطولة في تاريخها الحديث المشرف نفتخر به على مر الأجيال ولا يجب أن ننسى هذا الدور لكون الذي حدث في ظروف غير طبيعية من السكون إلى الحركة مباشره وثم الاشتباك مع العدو دون معرفة تفاصيل الخطط وقبلنا بالخسائر من اجل المبادىء وإحياء اللحمة العربية تجاه كيان غاصب متعجرف.

وهكذا أسدل الستار على دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر 1973 الذي أعطى درس لكل الأعداء من أن الوطن العربي وطن واحد مهما حدث من مشاكل بين الأخوة وان العراق يجب أن يبقى عصيا على الأعداء قويا على مدى العصور ومهما حصل ولكل جواد كبوة .... رحم الله شهداء القوة الجوية العراقية الأبطال وشهداء القوات البرية العراقية الأبطال التي أبلت بلاءا حسنا في هذه .
يتبع بأذن الله .

الخميس، 7 أكتوبر 2010

مذكرات عن دور القوة الجوية العراقية في حرب اكتوبر المجيده 1973/ ح الاخيرة



The Iraqi Air Force History



Iraqi Air Force - Irq. AF

مذكرات عن دور القوة الجوية العراقية في حرب اكتوبر المجيده 1973



بقلم اللواء الطيار الركن
سالم محمد ناجي 
الحلقة الاخيرة :

11 اكتوبر
--------------
كان هناك واجب باربعه طائرات وهو مهاجمة احد موقع القياده والسيطره الاسرائيليه في عمق سيناء عصر هذا اليوم :

الرائد الطيار ناطق محمد علي
الملازم ضياء صالح
مع اثنين من الطيارين وغادرت الطائرات مطار قويسنا ونفذت الواجب على اتم وجه
وعادت وفي طريق العوده تعرضت الى وابل من النيران اصيبت على اثره طائره قائد التشكيل والرقم اثنين باصابات مباشره حاول الطيارين الوصول بطائراتهم الى اقرب ما يكون من قناة السويس قبل ان يتركو طائراتهم وفعلا ترك قائد التشكيل طائرته وبعده ترك الرقم اثنين طائرته وهبط الاثنين بالمظلات ....
لم نعلم ما الذي حصل وكان الجميع في قلق على مصير ناطق وضياء ... لم نحصل على اي اخبار عنهم حتى المساء ... واليوم التالي وردت الينا اخبار بان ضياء قد اصيبت طائرته وهبط بالمظله وكان موقع نزوله على الضفه الغربيه من القناة وعند القطعات المصريه ... وكانت محنه عظيمه له حيث عومل معامله سيئه جدا الى ان اثبت نفسه بانه طيار عراقي وانه من مطار قويسنا وذلك بعد ان سأله احد الضباط المصريين عن اسم احد الضباط العاملين في المطار ومن حسن حظه انه عرف اسم الضابط ولهذا كانت اجابة النجاة .
اما الرائد ناطق فقد هبط على الضفه الشرقيه من القناة وبات ليلته في مياه القناة حتى الفجر وعبر سباحه بالاستعانه باحد الجسور الى الضفه الاخرى ومن حسن حظه ان ضياء قد سبقه الى الضفه الاخرى ولهذا استقبل من قبل القطعات المصريه وتم نقلهم الى المستشفى المركزي ...

13 اكتوبر :
--------------
هذا اليوم وصلت الاوامر لتنفيذ واجبين بتشكيل من اربعه طائرات لكل واجب وكان الواجب مهاجمه ارتال القطعات الاسرائيليه المتقدمه من سيناء باتجاه منطقة ( الدفرزوار ) وتم القرار ان يكون التشكيل الاول بقياده النقيب عماد احمد ومعه الرقم ثلاثه الملازم الاول الطيار سامي فاضل مع اثنين من الطيارين ..

والتشكيل الثاني بقيادتي الملازم الاول الطيار سالم محمد ناجي والملازم الاول الطيار عبد القادر خضر الرقم ثلاثه ومعنا اثنين من الطيارين .

حسب التوقيتات اقلعت الطائرات الاربعه الاولى وكان سامي قد شكا من ان طائرته فيها عطل بسيط فاجابه عماد بان يكمل .
أقلعت الطائرات الاربعه الثانيه وكنت قائد التشكيل الثاني اتابع التشكيل الاول بمسافة ( 5 ) كم تقريبا عبرنا قنلة السويس بارتفاع واطيء جدا . بحيث كنت اشاهد القطعات الارضيه وكاننا نسير على الطريق العام .
من خواص طائره الهنتر انك عندما تكون في المقصوره فبامكانك الطيران بارتفاع متر واحد عن الارض لان مدى الرؤيا وقوس النظر عالي جدا مما يسمح بمثل هذا النوع من الطيران .
كنا نتجه نحو الشرق بشكل عمودي على القناة داخل سيناء ومن ثم استدار التشكيل الاول الى جهة اليسار بزاويه 90 درجه عن خط السير الاول وهاجم القطعات الاسرائيليه المتجهه صوب القناة ومن بعيد شاهدت النيران تعم المكان وكانت القطعات الاسرائيليه عباره عن رتل من الاليات والعجلات الاختصاصيه كعجلات الوقود وما الى ذلك ... توجهت بالتشكيل وبشكل مباشر الى مجموعه القطعات الاسرائيليه التاليه وقمنا بمهاجمتها بالصواريخ وبشكل مباشر ...واشتعلت النيران فيها ...
غادرنا الموقع وكانت سرعتنا عاليه وعندها علمت من النقيب عماد بان طائرته قد اصيبت بنيران العدو وزاد من ارتفاع طائرته في طريق العوده . وصلت قريبا منه ومعي الطائرات الاخرى وناديته بان طائرته مصابه وفيها تسرب للوقود من الطائره وليس هناك حريق وطلبت منه الاستمرار بالطيران ..
كانت المقاومات الارضيه الاسرائيليه تطارد طائراتنا .. عندها علمت من عماد بان طائرته قد اصيبت اصابه اخرى وانه سيغادر الطائره بالمظله لانه فقد السيطره على الطائرة .
جمعت الطائرات من تشكيله الاول الى تشكيلنا وعدت بهم الى المطار ولم اعلم مصير الرقم (3 ) لتشكيل عماد الملازم الاول سامي فاضل . بقيت احوم فوق المطار لحين نزول اخر طائره ثم هبطت بطائرتي ...
عندها علمت بان طائره سامي قد اصيبت خلال الانقضاض على الهدف واني عندها تيقنت بانه قد استشهد لاني رأيت نيران قويه في منطقه الهدف عند تقربنا نحو الهدف لم ينفذ اي واجب اخر هذا اليوم وقد علمنا من غرفه العمليات اخيرا بان القطعات المصريه شاهدت مظله الطيار تهبط في منطقه بينهم وبين القطعات الاسرائيليه ولم يستطيعوا الوصول الى الطيار .
اشرت في تقرير المهمه الى غرفه الحركات بان القطعات الاسرائيليه والعجلات الاختصاصيه وعجلات التموين المتجهه الى منطقه ( الدفرزوار ) وقد اصيبت اصابات مباشره وشديده من قبل الطائرات الثمانيه التي نفذت الواجب ولم يكن لدينا علم بالواجبات التي نفذتها الطائرات المصريه على نفس الهدف .

14 اكتوبر :
---------------
خلال هذه الفتره تم تنفيذ 4 واجبات اخرى كانت جميعها بطائرتين في عمق سيناء وحسب متطلبات الموقف وقد فقدنا طائرتين وطيارين واحده في كل واجب وكان الطيارين الذين فقدوا هم ":-

1. الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر .
2. الملازم الاول الطيار دريد عبد القادر .

ولم يعرف مصيرهم لحد نهايه الحرب حيث اعتبروا مستشهدين وكذلك جميع الطيارين الاخرين عدا الرائد ناطق والملازم ضياء اللذين غادرا المستشفى بعد عدة ايام من هبوطهما بالمظله عند قناة السويس .

بدأت المواقف تكون غير واضحه لنا منذ يوم 15 اكتوبر حيث بدأ الموقف البري بالتغير مع بدايه دخول القطعات الاسرائيليه بين الجيشين الثاني والثالث وبدايه حصول ( الثغره ) حيث لم يتم تزويدنا بالمعلومات الصحيحه والواقعيه عن ما يجري في الجبهه وتم نقل قسم من الضباط العاملين في غرفه حركات القاعده . وبدأت الامور تتعقد يوما بعد يوم .

مجمل ما حصل لنا خلال فتره الحرب ولغايه توقف اطلاق النيران :
-------------------------------------------------------------------
1. الطيارين الشهداء :
------------------

أ . النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي .
ب . الملازم الاول الطيار سامي فاضل .
ج . الملازم الطيار عامر احمد القيسي .

الشهيد سامي فضل

2. الطيارين الاسرى :
-------------------
أ . النقيب الطيار عماد احمد عزت .
ب. الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر .
ج .الملازم الاول الطيار دريد عبد القادر .

3. الطيارين الذين هبطوا بالمظله :
-------------------------------------

أ .الرائد الطيار ناطق محمد علي .
ب . الملازم الطيار ضياء صالح .

4. الطائرات التي خسرناها :
----------------------------------
خسرنا لغايه نهايه الحرب ( 8 ) ثمانيه طائرات هوكر هنتر من مجموع
( 20 ) طائره وصلت مصر منذ اكثر من عشره اشهر .

الفتره من وقف اطلاق النار ولغايه عوده السرب الى العراق :
-----------------------------------------------------------------------
كان تواجدنا بعد خساره ( 6) من الطيارين والذين لم نكن نعلم مصيرهم علما بان الحكومه العراقيه كانت قد اعتبرت كل الطيارين الذين فقدوا خلال المعارك شهداء وقامت باجراء تشييع رمزي للطيارين بعد ايام من بدايه الحرب .
وكان امر السرب الرائد الطيار يوسف محمد رسول قد اصيب خلال الغاره الاسرائيليه على مطار قويسنا بحيث اصبح غير قادر على الطيران في حينها .
وخساره ثمانيه طائرات وعدم وضوح الرؤيا بالنسبه لنا حول مجريات الامور ,
بعد فتره من الوقت قاربت الاسبوعين صدرت الاوامرمن القياده السياسيه في العراق باعاده ما تبقى من السرب الى العراق .
بدأت المرحله باعاده العوائل التي كانت في القاهره اعادتهم الى العراق اولا .. وبدأ المنتسبين بتهيئه جميع المستلزمات ورزم المعدات والاسلحه لغرض اعادتها الى العراق تم تهيئه متطلبات عودة الطائرات بالخط الذي قدمت به الى مصر ... اي الطيران الى الجنوب ثم عبور البحر الاحمر مرورا بالسعوديه ومنها الى العراق والى مطارات قاعدة الوليد الجويه ( H3 ) قرب الحدود العراقيه الاردنيه في غرب العراق ومن هناك العوده الى قاعدة الحبانيه .
تعود الطائرات اولا ومن ثم تستمر طائرات النقل في اخلاء المطار الى العراق من جميع ما تم نقله للفتره السابقه اي ( 10 ) اشهر او تزيد وهذا ما سيتطلب اكثر من اربعه اشهر اخرى ...
لقاء اخير :
--------------
بعد ان تم تحديد موعد مغادره المغادره للسرب من مصر واخبار القياده المصريه بذلك فقد كان موقف القياده المصريه مغاير لموقف القياده العراقيه حيث كانوا يطلبو ن بان يستمر السرب في مصر ولفتره اخرى على اقل تقدير لكي يتم المشاركه في الاحتفال بالنصر العظيم على العدو الصهيوني .
ولكن الاوامر هي الاوامر .... تبلغنا بان السيد قائد القوه الجويه المصريه اللواء حسني مبارك قد حضر الى المطار . وفعلا حضر سيادته عصرا قبل يوم المغادره مع مجموعه من كبار الضباط المصريين وكان لقاءا حارا وشكر سيادته الجميع على ما قدموه خلال تواجدهم في مصر ...وتمنى لنا عوده سالمه الى الوطن ..واكد سيادته بان القياده المصريه ممثله بالسيد رئيس الجمهوريه لن تترك وسيله الا وتطرقها مع اسرائيل لاعاده الطيارين العراقيين المفقودين واعادة من اسر منهم حتما .
ثم قال بان الرئيس السادات قد منحنا انواط الشجاعه من الدرجه الاولى ..
وضع سيادته الانواط على صدورنا وسلمنا اوراق البردي المكتوب عليها المرسوم الجمهوري باسم كل طيار ...بعد ذلك غادرنا مودعا من قبل الجميع .

رحله العوده الى الوطن :
------------------------------
صباحا تم اعداد الطائرات الطائرات لغرض العوده الى العراق ومن حسن الحظ ان جميع الطائرات دارت ولم تتعطل اي من الطائرات ال ( 12 ) وكانت بتشكيلات من اربعه طائرا ت في كل تشكيل .. ويكون الطيران بالنسق تشكيل خلف الاخر بمسافه لا تزيد عن ( 3 ) كلم والتشكيل الاول بقيادة الرائد الطيار احمد خيري ومعه النقيب الملاح عادل كامل لان الرائد يوسف كما سبق وان ذكرت لم يكن باستطاعته الطيران بسبب الاصابه واتبع التشكيل نفس طريق القدوم تقريبا الى مصر . اتجهت الطائرات جنوبا باتجاه الاقصر ومن هناك كانت الطائرات تطير بارتفاع ( 500 ) متر تقريبا عبرنا البحر الاحمر ومن ثم الى جبال السعوديه وهنا بدأ الجو بالتغير بعد ان كان طوال الفتره السابقه صحوا ومدى الرؤيا جيده ...
بدأت الغيوم تبدو وكانها تغطي المنطقه والطريق وبدل من استمرار الطائرات بالطيران بالارتفاع الواطيء قرر قائد التشكيل الارتفاع والطيران فوق الغيوم مما سببب ارباك لاعضاء التشكيل وكانت عمليه خطيره وكادت ان تؤدي بحوادث لولا ستر الله ورحمته وبعد مسيره طويله ومتعبه ومملوءه بالترقب والطيران خلال الغيوم للنزول في المطارات العراقيه بعد ان حسب الملاح المرافق ان الوقت قد حان للانحدار الى الارتفاع الواطيء وفعلا عند خروجنا من الغيوم لاحظت قاعده الوليد الجويه من مسافه لكون مدرج القاعده كان يلمع بسبب تعرضه للامطار . واستدار التشكيل نحو القاعده ونزلت الطائرات للتزود بالوقود والمغادره الى قاعده الحبانيه . نزلت احدى المجموعات في احد المطارات الثانويه لقاعده الوليد القريب من القاعده .
اقلعت الطائرات باتجاه قاعده الحبانيه ...وصلت الطائرات بعد مسيره نصف ساعه من الطيران ..
كان هناك استقبال حافل للطيارين وكان في مقدمه المستقبلين السيد قائد القوه الجويه والسيد امر قاعدة الحبانيه وجمع غفير من الاشخاص ضباط ومنتسبين من مختلف الاماكن قدموا للترحيب بوصولنا لارض الوطن مع بعض عوائل الضباط العائدين وكانت اكاليل الزهور تطوق اعناقنا ..وكم كانت اوقات مؤثره وعاطفيه مليئه بدموع الفرحه بعودة الذين وصلوا واملا في عودة الاخرين ..
وبذلك انتهت مرحله من عمر الطيارين العراقيين بعد ان ادوا الواجب المقدس ونزفت دمائهم على الارض العربيه وحققوا مالم يحققه اقرانهم من الطيارين في الجهاد والقتال ضد العدو الصهيوني ...وللتأريخ نشهد بان القياده المصريه ممثله بالرئيس السادات ( رحمه الله ) والرئيس محمد حسني مبارك لم تألو جهدا في المطالبه بالطيارين العراقيين الذين سقطوا في سيناء خلال الواجبات القتاليه وفعلا عاد ثلاثه منهم فقط ولم تعد رفاة الشهداء .
الخاتمه :
------------
بعد مغادرتنا مصر تصورنا بان عودتنا مره ثانيه وحتى على شكل زياره ستكون شبه مستحيله بسبب الاوضاع السياسيه التي اعقبت ذلك ولكن الذي حدث غير ذلك ..
كانت لي علاقه خاصه ومميزه ومن دون بقيه الضباط الطيارين العراقيين المتواجدين في مصر مع اخي الحبيب الشهيد اللواء الطيار اركان حرب عبد المنعم الشناوي حيث
توطدت علاقتنا العائليه جدا بحيث كنت اعتبره اخي الاكبر وزوجته الفاضله السيده ( ام طارق ) كانت كاخت لزوجتي ولم تفارقها ابدا وكان ولده طارق و ابنته نورا لايفارقونا
ولحد الان لا زالت العلاقه مستمره واصبح طارق كابتن طيار كبير معلمي طيران في مصر للطيران ونورا لديها اولاد والحاجه ( غاده ) الوالده حفظهم الله جميعا زرنا مصر الاعوام 74 و 85 و2005 ولم ننقطع عنهم والله يديم المحبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....