The Iraqi Air Force History
Iraqi Air Force - Iq. AF
بمناسبة الذكرى الرابعة و الأربعين لحرب 6 تشرين أول / أكتوبر 1973 ننقل هنا ما كتبه أحد صقور العراق عن مذكراته عن تلك الحرب.
مذكرات صقر عراقي عن حرب تشرين 1973
مذكراتي التي قررت أن اكتبها بعد ثلاثة وأربعون عاما احكي فيها عن نفسي وعن اخوه لي في السلاح وربما ستجدون تصرفات أو إجراءات غريبة فاعذروا ملازم طيار بخبرة حوالي الخمسمئة ساعة طيران .
بقلم الكابتن ..أسامة المهداوي.
الجزء الأول -
ثلاثة وأربعون عاما مضت على حرب تشرين المجيدة التي أعادت للعرب شعورهم بالعزة والاقتدار ومحت آثار الهزيمة العسكرية والنفسية التي سببتها نكسة حزيران 1967.
زج العراق معظم قواته الجوية والبرية في المعركة مع سماعه أخبار الهجوم على الجولان من وسائل الأعلام وسرت فرحة غامرة بين صفوف المقاتلين بمختلف صنوفهم للمشاركة في هذه المعركة رغم انعدام التنسيق والتخطيط المسبق , وبهذا صمدت دمشق وضلت عصية على الأعداء, لقد تحقق هذا الانتصار بدماء الشهداء وعرق المقاتلين من العراقيين والسوريين على حد سواء . احيي في هذه الذكرى كل من شارك في تحقيق هذا النصر في الجبهتين السورية والمصرية التي كان لأسراب الهنتر العراقية القصب المعلى في الضربة الجوية الأولى في سيناء .
تحياتي واحترامي وتقديري للصقور القادة الذين تتلمذنا على أيديهم وتعلمنا منهم آداب العسكرية وفنونها واخص بالذكر منهم الأحياء وأترحم على الراحلين
الصقر القائد خلدون خطاب بكر
الصقر القائد علوان العبوسي
الصقر القائد نجدت النقيب
الصقر القائد المرحوم محمد جسام الجبوري
الصقر القائد المرحوم سالم سلطان البصو
والقائمة تطول و استميح الآخرين العذر .
أود التنويه إلى إنني سأسطر أخبار مجموعة الطيارين العاملين في مطار الضمير من خلال التجربة الشخصية فقط لعدم إمكانية الإحاطة بجميع الفعاليات في القواعد الأخرى .
ملاحظة : سننشر المقالة مجزأة على ثلاثة أجزاء تجنبا للإطالة .
في أمسية جميلة من أمسيات شهر تشرين وفي صالة السينما الصيفي التي تم تدشينها في قاعدة أبو عبيدة الجوية لأول مرة و أثناء عرض فلم فكاهي مصري قديم حضر بعض الضباط وطلبوا من السيد آمر القاعدة المرحوم المقدم محمد جسام الجبوري الإجابة على الاتصال الوارد من حركات القيادة . وفي ذات الوقت انتشر خبر المعارك الدائرة شرق قناة السويس والتي تجاوزت كونها عمليات حرب الاستنزاف والتي كانت دائرة بشكل مستمر على طول خط المواجهة مع القوات الإسرائيلية وما هي ألا لحظات وانيرت الأضواء وتوقف عرض الفلم وتسربت الينا معلومات عن طلب حركات القيادة تهيئة السرب الأول سوخوي 7 للحركة إلى سوريا والمشاركة بالحرب التي بدأت يوم الجمعة 6 تشرين عام 73 وهنا يجب أن أشير إلى أن طياري السرب الأول ابتداءا" من آمر السرب النقيب طيار خلدون خطاب إلى اصغر طيار في السرب الأول كانوا يتباشرون وفرحين بالمشاركة بالحرب ضد المحتل الصهيوني وقد غمرتهم الفرحة لتحقق ما كانوا يحلمون به ويتمنونه وفعلا بدانا بتهيئة أمتعتنا البسيطة والضرورية وبعد اقل من ساعة تبلغنا بان الحركة تأجلت إلى صباح اليوم التالي لتفادي مخاطر تحرك كامل السرب ليلا بطائراته ومعداته وما أن انقضت ساعات الليل حتى بدأت استعدادات الطيران وتوزيع الطيارين على التشكيلات وإيجاز المهمة وما هي ألا ساعات حتى حط السرب الأول بكل طائراته وطياريه ومراتبه من ضباط مهندسين وفنيين في قاعدة الوليد الجوية والتي كانت تعج بالطائرات وطيارين الأسراب الأخرى , سرب الخامس سوخوي 7 وأسراب التصدي الميغ 21 وطائرات النقل المختلفة حتى بدت قاعدة الوليد الجوية كخلية نحل وقد أمضينا الليلة نتبادل الأخبار التي تصلنا من زملاءنا وفي صباح اليوم التالي تحرك السرب الأول بكل طائراته ومعداته إلى سوريا وهبط الجميع في مطار( بلي) وهو مطار متقدم يقع إلى الجنوب من دمشق وهنا يجب أن نذكر بان جميع طياري السوخوي من غير المنتسبين للسرب الأول والخامس ممن كان في مناصب أو دورات أو مهمات قد تم الحقاهم إلى الأسراب مما تسبب في نقص عدد الطائرات الجاهزة حربيا نسبة لعدد الطيارين لذلك فقد كلفنا أنا والمرحوم الرائد الطيار جودت النقيب بالتوجه إلى كركوك بطائرة نقل صغيرة ( دوف ) لجلب طائرتين سوخوي 7 وفعلا طرنا بها من كركوك إلى الوليد وكان بانتظارنا م ا ط عصام جانكير و م ط إسماعيل احمد ليكتمل آخر تشكيل رباعي توجه إلى مطار بلي السوري ,بعد الهبوط وضعت طائراتنا في الملاجئ والتقينا بطيارين سوريين وأخوة لنا لم نلتقيهم من الطيارين العراقيين منذ زمن ، وقبيل غروب الشمس دقت صافرة الإنذار لوجود طيران معادي يستهدف المطار ودخل الجميع ملجأ كونكريتي اسطواني الشكل استوعبنا جميعا بوضعية الوقوف وما هي ألا لحظات حتى وصلت الطائرات الإسرائيلية فوق المطار والقت قنابلها على مواقع المدفعية المضادة للطائرات وملجئين للطائرات مما أدى إلى إصابة طائرتين بأضرار بسبب عدم أحكام غلق البوابات الحديدية وفي الساعة العاشرة مساء ابلغنا المرحوم المقدم صباح صالح بوجوب مغادرة آخر تشكيل رباعي وصل المطار (إلى قاعدة الضمير) لإسناد السرب السوري الذي قدم خسائر كبيرة ولم يبقى فيه ألا أربعة طيارين فعالين وكذلك تخفيف التكدس في الطائرات والطيارين في مطار بلي وهكذا وبعد تناول إفطار سريع اقلع التشكيل بقيادة الرائد طيار جودت النقيب ، الملازم طيار أسامة المهداوي ، رقم 2 ملازم أول طيار عصام جانكير رقم 3 ، ملازم طيار إسماعيل احمد رقم 4 ، وتم توجيهنا بواسطة قاطع الدفاع الجوي إلى مطار الضمير ونزلنا على ارض المطار وتوجهنا مباشرة إلى الملاجئ الكونكريتية واستقبلنا بحرارة بالغة من قبل آمر سرب السوخوي 7 السوري الرائد هشام ومعاونه النقيب طيار احمد بدر وبقية الطيارين منهم الفعال الجاهز للطيران ومنهم المصابين بعد عمليات قذف من الطائرة ومنهم من لم يكن جاهزا بسبب عدم اكتمال تدريبه ٍوبعد انتهاء فترة المجاملات والترحيب توجهنا برفقة الرائد هشام آمر السرب إلى غرفة الحركات لاطلاعنا على خرائط المنطقة التي سننفذ فيها الواجبات ومناطق تواجد العدو الصهيوني و أسلوب التوجه إلى الأهداف والعودة من خلال الممرات الآمنة وتحت سيطرة قاطع الدفاع الجوي ولكن المشكلة الأولى التي سنواجها هي لغة الاتصالات ومصطلحات الطيران .. حيث كان السوريين يستخدمون اللغة العربية والمصطلحات المعربة وباللهجة الشامية وهذه مشكله ليست بسيطة كما يظهر للوهلة الأولى أن لغة التفاهم بين الطيارين في الجو ومع سيطرة الدفاع الجوي تحدد نجاح المهمة وسلامة الطيارين على حد سواء. نعود إلى الإيجاز وبعد انتهاء امر السرب السوري انبرى له قائد التشكيل العراقي الرائد جودت النقيب وقال له أن تنفيذ الواجبات القادمة ستقع على عاتقه وعلى الملازم أول عصام جانكير كونهم الأكثر خبرة.
وهنا لم
أتمالك نفسي وتجاوزت الحدود وقلت ونحن
هل جئنا هنا لنلعب الكرة فلم يرد علي الرائد
جودت صاحب الخلق العالي لمعرفته باندفاعنا
وحرصنا على المشاركة بالقتال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق