الاثنين، 11 أكتوبر 2010

دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973 / الجزء الثاني



The Iraqi Air Force History

Iraqi Air Force - Irq. AF

أستكمالا" لمتابعة دور القوة الجوية العراقية في حرب أكتوبر/ تشرين أول / 1973 نعيد نشر المذكرات التي نشرت في موقع المجموعة 73 مؤرخين المصرية للسيد اللواء الطيار الركن متقاعد علوان حسون علوان العبوسي والتي يسلط فيها الاضواء على المشاركة العراقية في الجبهة الشمالية / سوريا. والقصد من كل هذا هو تسليط الاضواء بشكل وافي ودقيق على دور القوة الجوية العراقية البطلة في تلك الحرب أعتمادا على شهادات ممن كانوا مشاركين فيها أي شهود عيان بالاضافة الى أنها فرصة لتوضيح ولتصحيح بعض المعلومات التي أصبحت في ذمة التاريخ عن القوة الجوية العراقية ورجالها الابطال، والله من وراء القصد ولذا نعتذر للموقع وللكاتب عن أعادة نشر هذه المذكرات دون علمهم و موافقتهم في هذه المدونة.


دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973


اللواء الطيار الركن متقاعد
علوان حسون علوان العبوسي

الجزء الثاني :-

سرد عام للامور الشخصيه جرت اثناء حرب تشرين 1973
----------------------------------------------------
جرى التطرق بصوره عامه سابقا للسرد ، وكما تم تحريره في احدى مقالاتي بمناسبة الذكرى 35 لحرب تشرين ساتطرق الان لبعض التفاصيل العامه التي حدثت معي فعلا :

في اليوم الثاني لوصولنا (9/10/1973) وكان الموقف لايزال لصالح مصر وسوريا ونشاط الطيران الاسرائيلي ضعيف تجاه الجبهة السوريه ، عليه يجب ان نستغل ذلك من اجل فرض وجود الطيران السوري على جبهة الجولان وتشتيت جهد الطيران الاسرائلي مابين مصر وسوريا ، في منتصف النهار وبعد قراءة الخرائط المجسمه والتعرف على بعض المعالم السوريه جرى الاتفاق ان تكون الطلعات الاوليه لنا بقيادة الطيارين السوريين للتعرف على المنطقه بصوره عامه ، صدر امر ضربة جويه بستة طائرات سوخوي 7 على تجمع لدبابات العدو في الجولان على ان يقود التشكيل المقدم السوري عبد الرحمان ابو عوف والباقي من الطيارين العراقيين ، تالف التشكيل من الرائد سالم سلطان وانا و الملازم الاول فيصل حبو شعيب و الملازم الاول عماد لفته والملازم محمد احمد مطلوب ، تمت عملية التشغيل بصمت لاسلكي تام باستخدام الاشارات فقط واحياناً الكلمات الشفريه التي اتفق عليها ( عباره عن قائمه من الكلمات مع اعضاء التشكيل ومع الدفاع الجوي ) ، اقلع التشكيل كما يلي ، عبد الرحمن ومعاه عماد انا ومعي فيصل حبو وسالم ومعه محمد مطلوب ( نوع الحموله 4 قنابل x 500 برشوتيه وبعض الطائرات 4 x 500 عنقوديه ) ، كان الاقلاع على شكل تشكيل ثنائي مفتوح ، بعد الاقلاع ورفع العجلات بصوره غير طبيعيه ( دفع الطائره الى الامام وزيادة السرعه بشكل مباشر) والبقاء على ارتفاع 20 متر، بعد الاقلاع ترأت امامنا والى الخلف المتصديات السوريه المرافقه لنا كحمايه ضد المتصديات الاسرائيليه والتي تشعرك بالامان من التهديد الجوي ولو بنسبه مقبوله ، لم يمضي وقت طويل حتى دخلنا الحدود الاسرائيليه ومنذ لحظتها بدأت الاسلحه ضد الجو تنهال علينا بشكل لايصدق ولم نعتد عليه سابقاً فهذه هي اسرائيل وما الحل المناسب سوى البقاء على ارتفاع واطي وسرعه عاليه 900 كلم / ساعه والمناوره اذا اقتضى الامر عند توفر الوقت لذلك ولكن الوقت الى الهدف لم يستغرق سوى 15 دقيقه عليه استقر التشكيل على شكل تشكيل صحراوي مفتوح ، قبل الهدف شعرت بصاروخ ارض جو قد يكون محمول على الكتف متوجه نحوي وبسرعه دفعت عصا القياده الى الامام ولم يكن لدي سوى امتار قليله كادت طائرتي تصطدم بالارض ( حوالي 5 متر ) عندها شعرت مروره باعلى طائرتي بامتار قليله ثم انفجر فوقي محدثاً اهتزاز شديد بالطائره ولكن الحمد لله لم تصب طائرتي باذى ، دقائق ونكون فوق الهدف ، نادى قائد التشكيل ( الهدف في الساعه 1100 يسار اجابه الجميع بضغط عتلة زر الراديو دلاله على الاتصال بالهدف بالرؤيا ( الهدف عباره عن دروع متخندقه داخل ملاجىء محصنه واخرى خارج الملاجىء ) سحب شديد الى الاعلى بفواصل زمنيه 2 ثانيه بين طائره واخرى والانقضاض بدرجه 10 – 15 ْ ثم القاء القنابل والانسحاب خارج الهدف بحارق خلفي وزيادة السرعه الى 1100 كلم / ساعه بارتفاع 10 -15 متر ، نادى قائد التشكيل التفرق للتشكيل والعوده كل طائرتين على حده ، وما هي الا دقائق محدوده حتى وصلنا القاعده وهبط تشكيلنا بشكل فردي وادخلنا الملاجىء بسرعه لاحتمال ضربه جويه على طائراتنا من قبل اسرائيل ، كان الوقت المستغرق حوالي 35 دقيقه ، استقبلنا المقدم صباح صالح وباقي الطيارين بالاحضان مهنئينا على سلامة الوصول ، تم اشعار السرب ان الاصابات كانت مؤثرة جداً ( من الامور التي افتخر بها موقف المقدم الطيار صباح صالح هذا الرجل كانت عيناه تنطق لما في دواخله من حب وتقدير لنا سواء بعد التنفيذ او قبله فهو يشجع الجميع على الطيران ، وفي احدى المرات اخذ طائره ومعه احد الطيارين السوريين وقام يتنفيذ واجب الا ان القياده الجويه السوريه اعادت التشكيل بعد اقلاعه لكون شعرت ان هناك تهديد من المتصديات اللاسرائيليه فوق الهدف وعند نزوله من الطائره انزعج جداً وقال انا روحي ليست اعز من باقي الطيارين لماذا اعادونا ولم ننفذ الواجب وكان يعتقد ان هناك تعمد في اعادة تشكيله ولكن فعلا كان هناك العديد من المتصديات الاسرائيليه فوق الهدف المكلف به ، كان هذا الرجل كتله متقده من الحماس الوطني وهكذا هو دائماً رغم كبر سنه ، كان عباره عن صوره حيه حقيقيه عندما تنظر اليه تقول انا اطير بدلا عنك سيدي وكان لايقبل بذلك طالما هو طيار عليه ان يطير رغم عدم مطالبة القياده له بالطيران ... ) .

استنتاج عام
-------------
من خلال الطيران لعدد من الطلعات قام بها طيارونا سواء في قاعدة بلي او مطار دمشق الدولي ظهر لنا ضعف استعداد الطيران السوريين للمعركه لاسباب عديده منها ، عدم ايجاد التكتيكات التعبويه لمواجهة القوه الجويه الاسرائيليه والمفروض بسبب قربهم من اسرائيل قد تعلموا منها الكثير واختيار الاساليب المناسبه لمواجهتها سواء كطائرات هجوم ارضي او متصديات تسبب عن ذلك كثرة خسائرهم بالطائرات لاهداف لاتتناسب وعمل القوه الجويه ،اسلوب الطيران والمناوره اثناء التقرب الى الهدف ، في الحقيقه كنا عون لهم بذلك فقد بذلنا جهد موضحين بعض هذه التكتيكات اثناء الملاحه الى الهدف واثناء الهجوم والانسحاب وقد اجابونا ليس السبب نحن كطيارين ولكن المفروض بالقيادات السياسيه السعي بالتعاون مع باقي القوات الجويه العربيه للتعرف عن كثب معها وتبادل الخبرات في هذا الصدد ، من الامور الاخرى هي الطيران دون ايجاز لايضاح بعض الامور المهمه في الطيران في حالة القذف او الاسر ، التخطيط للضربات غير مجدي فالخرائط معده سلفاً وموضوع عليها الاهداف وكل خارطه تحوي 5 – 10 اهداف وطريق الذهاب والعوده وعندما تنظر الى الخارطه لم تفهم منها شيىء وهي بقياس 1/1000000 مما جعلنا نقوم بعمل خرائط جديده موضحين عليها الاسلوب المثالي للضربات الجويه ، لذلك عند الطيران كان العدو على علم مسبق باسلوب التقرب واي الاهداف سوف تهاجمها القوه الجويه السوريه عليه كانت تضع كمائن للطيارين وتتمكن نم اسقاط طائراتهم بسهوله مما ابدت القيادة العراقيه تحفظها عن هذه الاساليب التي يمكن ان اطلق عليها بالاساليب الجاهله البدائيه الغير موازيه للطيران الاسرائيلي المتفوق على الطيران السوري ، شعرنا ونحن في غرفة الطيارين ان هناك احد الخبراء الروس متواجد معهم يرشدهم لما يعملون اثناء الطيران وكانت اساليبه دفاعيه اكثر منها هجوميه والطيران السوري في موقف الهجوم عليه كنا لانتفق معه البته ، المهم لم يكن الوقت ملائم للتغيير ولكن بالقدر الذي يؤمن عودة التشكيلات سليمه على الاقل تجاه اهداف اسناد جوي قريب او تجريد ...خلاصة ما توصلنا اليه ان الطيارين السوريين شجعان جدا وقريبين من الطيارين الانتحاريين دون داعي تجاه مثل هذه الاهداف التي ضحت سوريا فيها بمظم طياريها اذن شجاعه دون تخطيط ، هو ضرب من الجنون والفوضى الغير مقبوله .

ما جرى يوم 10/10/1973
------------------------------
بعد يوم صعب من الطيران نفذه الطيارين العراقيين ، انذرتنا غرفة عمليات القوات المسلحه احتمال قيام العدو شن ضربات جويه على كافة القواعد والمطارات السوريه يوم 10/10/1973 لكونه قد تضرر في الايام السابقه من اجل احداث التوازن الذي اختل على الجبهتين المصريه والسوريه في محاوله لتغييره ليصبح لصالحه خاصة بعد ان اكتمل حشد الاحتياط الاستراتيجي الاسرائيلي ....استيقظنا صباح هذا اليوم قبل الضياء الاول وارتدينا ملابس الطيران وجلست انا واخي الرائد حازم حسن قاسم في غرفتنا نتداول الحديث بمجريات امور الطيران الصعبه وطريقة زجنا في هذه الحرب بهذه السرعه ولكن ما العمل وهذا هو واقع الحال حيث المفروض من القياده السوريه التفكير ملياً قبل الحرب استدعاء ولو بعض الطيارين العراقيين وبعض قادة الجيش الاخرين للتعرف على ظروف عملهم ريثما تبرز الحاجه لهم في المستقبل وان لانكون بهذا الموقف المحرج ، على اية حال ونحن في هذا النقاش دوت صافرة الانذار معلنه بقدوم غاره جويه اسرائيليه ، خرجنا مسرعين خارج مقر السرب الحربي باتجاه الملجأ القريب المحصن جيداً وتكدس الجميع فيه ، وفي اقل من 5 دقائق استهدف العدو مقرنا بصوره مباشره وجعله ركاماً واثراً بعد عين ولله الحمد كان الجميع خارج المقر ولم يصب احداً منا سوى تدمير حاجياتنا الشخصيه وكل ما موجود بالمقر ، لقد ملىء الغبار نتيجة الانفجار الشديد للقنابل هذا الملجأ وكاد الجميع ان يختنق ونحن ننتظر انتهاء الغاره التي استهدفت المدرج الرئيسي للمطار وملاجىء الطائرات ومقر السرب الحربي ، الموقف الان بعد انتهاء الغاره ، انفجارات شديده للقنابل والصواريخ المنتشره هنا وهناك ، قام العدوا بتلغيم المطار بالقنابل الموقوته التي باتت تنفجر بين الحين والاخر مما شلت اي حركه في المطار ، استمر بقائنا اكثر من 3 ساعات داخل الملجأ بعد ذلك تم نقلنا الى غرفة عمليات القاعده الموجوده في عمق احد الجبال المحيطه بها والتي استمر بقائنا فيها حتى نهاية الحرب ، لقد كانت الغاره مؤلفه من 4 طائرات فانتوم وطائرتين سكاي هوك ، استخدمت قنابل ضد المدارج وقنابل دقيقه اخرى ضد مقر السرب حيث كان مسارها من شباك التهويه الخارجي للسرب ، خسائرنا كانت 3 طائرات سوخوي 7 وتدمير عدد من الملاجىء المحصنه ، استقر بنا المقام في غرفة العمليات المشار اليها آنفاً ولم يتم تنفيذ اي واجب للطيران من قاعدتنا حتى يوم 13 /10 ، مما اضطر بعض الطيارين السوريين الانتقال الى مطار دمشق الدولي للتنفيذ من هناك ، فجعنا مساء هذا اليوم باستشهاد اخي وحبيبي الملازم الاول الطيار البطل سلام محمود ايوب بعد تنفيذه احدى الطلعات على جسر بنات يعقوب قرب بحيرة الحوله ،كما فجعنا باستشهاد كل من الملازمين رضا جميل وعصام جانكير والمقدم الطيار السوري عبد الرحمن بعد طيرانهم من مطار دمشق الدولي اضافه الى بعض الطيارين السوريين وهي خسائر غير مقبوله بسبب سوء الادارة والتخطيط السوري ...،
في يوم 12/10/1973 بدأت طلائع القوات البريه العراقيه بالوصول الى دمشق اولها اللواء المدرع 12 بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الامامي ، وقد زجت فوراً بالقتال وقد واكتملت تقريباً يوم 20 /10/1973 .

بلغ تعداد القوات البريه العراقيه ماياتي:- 
--------------------------------------------
أ . الفرقه المدرعه الثالثه . بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين وهي مؤلفه من اللواء المدرع 12 بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الامامي ،واللواء المشاة الالي 8 بقيادة العقيد الركن محمود وهيب ، واللواء المدرع السادس بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر .
ب .الفرقه المدرعه السادسه . المؤلفه من ( اللواء المدرع 30 / اللواء المدرع 16 / لواء المشاة 15 ) .
ج .فرقة المشاة الالي الخامسه . منها اللواء الالي /20 بقيادة العقيد الركن سلمان باقر .
د .فرقة المشاة الرابعه . منها لواء المشاة /5 بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون .

الطلعه الثانيه في 13/10/1973
-----------------------------------
استمر العدو الصهيوني بالتعرض على قاعدتنا ( بلي ) للايام 10 ،11،12، منذ الصباح الباكر ولم نتمكن من الطيران لهذا السبب حيث ايقن ان الاسراب العراقيه لاتزال نشطه وبامكانها احداث متغيرات ومفاجآت جديده قد تؤثر على مجرى العمليات القادمه ، في هذه الايام وبعد اشتراك القوات البريه العراقيه بالمعركه بدأ العدو هجومه الشامل على القوات البريه السوريه ادى الى تقهقرها من المناطق التي احتلتها في بدايه المعركه والتي استرجعت كافة اراضيها في الجولان وحتى بحيرة طبريه ، لقد كانت حالتنا النفسيه سيئه بعد سماعنا الاخبار عن زحف القوات الاسرائيليه باتجاه دمشق الهدف السوقي الخطير، اما السرب السوري المتواجد معنا في بلي فلم يبقى منه سوى النقيب كمال عبد الله وعدد محدود من الطيارين السوريين الجدد وعليه شددنا الاحزمه وطلبنا من مجموعة تصليح المدرج الاسراع باعداده للطيران وفعلا بعد ظهر هذا اليوم اصبح المدرج جاهز للطيران وتم توزيع الواجبات على الطيارين وكانت حصتي مع احد الطيارين السوريين لقصف القوات الاسرائيليه المشتبكه مع القوات السوريه على محور القنيطره – دمشق والتي يشاغلها اللواء المدرع 12 من الفرقه الثالثه العراقيه ، كانت طلعتنا الاولى على المدرج الذي لم يجف تصليحه ولم اتمكن من مشاهدة قائد التشكيل بسبب الغبار الا بعد الاقلاع حيث توجهنا للواجب المكلفين به وبعد دقائق محدوده شاهدنا الدروع الاسرائيليه وهي تتقدم على المحور المشار اليه آنفاً وتم معالجتها بالقنابل العنقوديه باصابات مباشره وعدنا ادراجنا الى القاعده والمتصديات الاسرائيليه تلاحقنا حتى وصولنا القاعده الا ان المتصديات السوريه ادت دورها ببساله في مواجهتها وثنيها عن واجبها ، كان نزول التشكيل مساءً ، استقبلني زملائي بالترحاب على راسهم المقدم الطيار صباح صالح والرائد سالم سلطان والرائد حازم حسن وآخرين ، استمر طيراننا لهذا اليوم حتى غروب الشمس وكان الهدف هو ايقاف زحف القوات الاسرائيليه نحو دمشق وقد ابدع اللواء الثاني عشر المدرع العراقي في تصديه لهذه القوات ومنعها من التقدم نحو دمشق .
الموقف لايبشر بخير ابداً والقوات الاسرائيليه باتت قريبه من دمشق بعد ان دمرت القوات البريه السوريه التي ابلت بلاءً حسناً في بدايه الحرب ، كنا في اشد حالات الحزن والاكتئاب ونحن نشاهد من قمة الجبل الذي يطل على ارض المعركه الانفجارات وتقهقر القوات السوريه ، اقترحت ومعي الرائد حازم حسن قاسم على الرائد سالم البصو فكرة الطيران الليلي خاصة نحن جاهزين لمثل هذه الواجبات وفعلا درس هذه الفكره وطرحها على السوريين ولكن يبدوا ان القاعده غير مجهزه لهذا الغرض ومع ذلك كنت انتظر اي امر بهذا الخصوص طوال ليلة 13 /14 ولم تاخذ عيني النوم ، الموقف خطير جداً حيث يحتمل احتلال المنطقه التي كنا فيها لقربها من منطقة العمليات البريه ، كانت الاخبار التي تردنا باستشهاد عدد آخر من الطيارين العراقيين المتواجدين في مطار دمشق الدولي ومطار الضمير والسيكال حيث بلغ تعداد الطيارين ممن استشهدوا 11 طيار ، الايام 14 ،15 كانت اشد كأبه علينا ونحن نتفرج ولا نستطيع فعل عمل مؤثر يرفع من معنوياتنا المحبطه .

موفد قيادة القوه الجويه الى سوريا
-------------------------------------
كان تلفزيون العراق قد عرض صور للطيارين الذين استشهدوا في المعركه منهم الشهيد سلام محمود ونامق سعد الله وكامل سلطان ورضا جميل وعصام جانكير وابراهيم كاظم واحمد صالح واسماعيل احمد سليمان وآخرين وصور للاسرى من مصر منهم الملازم الطيار عبد القادرخضر والنقيب عماد عزت والملازم دريد عبد القادر وآخرين ايضاً وقد اثار هذا الموضوع شجون الشارع العراقي واهالي الشهداء ، في يوم 12 /10/1973 زارنا العميد الطيار حميد شعبان التكريتي مدير الحركات الجويه العراقي موفداً من قبل قائد القوه الجويه العراقيه اللواء الطيار الركن حسين حياوي التكريتي لتفقد احوالنا ، وقد فوجىء باوضاعنا الاداريه المزريه منها موضوع السكن بعد ان قصف مقر السرب الحربي وايوائنا جميعاً في غرفه لم تتجاوز مساحتها الكليه 30 متر وهي مليئه بالاسره المتراصه مع بعضها البعض فهي لاتكفي سوى 5-7 اشخاص بينما نحن حوالي 20 شخص معنا الضباط المهندسين والفنيين ، وملابسنا وسخه ولحانا قد طالت بسبب فقدان ادوات الحلاقه وملابسنا اثناء قصف المقر ، وعلى الفور صرف مبلغ 1000 دينار الى آمر السرب لشراء الاحتياجات الضروريه من ملابس داخليه وبيجامات للنوم وادوات حلاقه ومعاجين اسنان واحذيه وغير ذلك وقد تم تشكيل لجنه من الفنيين برآسة الملازم الفني مهند عبد الرزاق لتامين ذلك وكذلك شراء مواد ووجبات طعام للفنيين الذين اصبحوا في العراء بعد قصف ملاجىء الطائرات التي كانت تاويهم ، وقد اثنى حميد شعبان على الجهود المبذوله من قبلنا وابلغ الجميع تحيات قائد القوه الجويه العراقيه لكل فرد منا وحثنا على التحمل والصبر واشار انه ستردكم بعض الاوامر في الايام القادمه لعلها تحدث تغييراً لهذا الواقع ، وقد تسائلنا ماهي هذه الاوامر واعتقد انها الخطة الجويه العراقيه الجديده لاسلوب العمل المقترح للواجبات القتاليه للمرحله القادمه .

الخطه الجويه العراقيه الجديده
-------------------------------------
بعد زيادة نسبة الخسائر الغير مقبوله بالطيارين والطائرات تجاه واجبات ليست ذا تاثير مهم في سير المعارك بعد ان تمكن العدو الاسرائيلي استعادة كافة الاراضي التي احتلتها القوات السوريه في بداية المعركه فليس للطيران تغيير هذا الواقع الا اذا تم تجاه اهداف اسرائيليه مهمه في العمق البعيد ، الاجراء الذي اتخذه القائد الجوي المقدم محمد جسام الجبوري بعد التشاور مع هيئة ركنه المقدم نجدت النقيب والمقدم صباح صالح والرائد سالم البصو والقياده العامه للقوات المسلحه العراقيه الممثله بالفريق عبد الجبار شنشل هو ايقاف الطيران العراقي في سوريا ثم وضع خطه جديده للعمل تتضمن توجيه الضربات الجويه في العمق الاسرائيلي لتخفيف الزخم عن جبهات القتال( قواعد جويه ، منشآت اقتصاديه ، اهداف حيويه ...الخ) ، وتم تقديم الخطه الجويه العراقيه الى القياده العامه للقوات المسلحه السوريه لكنها لم توافق عليها لااسباب كثيره منها احتمال ايقاف القتال قريباً ، اضطرت القياده الجويه العراقيه الاستمرار بالقتال على النمط السوري وذلك لكون ان معظم الطيارين السوريين قد قتلو واصبح لامناص من تركهم وهم بهذه الحاله ...( اثناء تواجدنا ضمن غرفة عمليات الدفاع الجوي السوري التقينا بالنقيب الطيار السوري كمال عبد الله وكان معاون آمر السرب السوخوي السوري الذي فقد معظم طياريه ولم يبقى سواه وعدد قليل من الطيارين الاحداث قال لنا لاتتخلوا عنا فلم يبقى سوى اعداد قليله من الطيارين ، نحن نعرف ان قيادتنا لم تحسن استخدام سلاحنا الجوي ولكن ما العمل والحرب لاتزال قائمه وكان يتكلم وعيناه تدمعان حزناً لما جرى ، قال له صباح صالح نحن قدمنا من اجلكم فكيف نتخلى عنكم بل سنستمر وامرنا الى الله ...)

 http://www.group73historians.com/HomeRecentChar.aspx?ID=67




ليست هناك تعليقات: