الثلاثاء، 7 أبريل 2015

التصدي للكمائن الجوية الإيرانية في عمق الخليج العربي

The Iraqi Air Force History
Iraqi Air Force - Irq. AF


التصدي للكمائن الجوية الإيرانية في عمق الخليج العربي من قبل الطيران العراقي
خلال حرب العراقية الإيرانية يوم  24 نيسان 1988


. مع بداية العام (1988) ومن أجل تحقيق التأثير الحاسم على منظومة النفط الإيرانية تم تكثيف مهام القوة الجوية في هذا الميدان من خلال استهداف (موانئ التصدير وناقلات النفط المكوكية المحملة بالنفط الخام المصدر ذهابا والسفن المحملة بالمشتقات النفطية الحيوية لإدامة عملياته الحربية إيابا عبر مياه الخليج العربي)، وكرد فعل من قبل سلاح الجو الإيراني في مواجهة الغارات الجوية ألعراقية المكثفة ، فلقد بادر الى استخدام قاعدة بو شهر المطلة على الخليج والقريبة من ميناء تصدير النفط في جزيرة خرج منطلقا لطائراته من نوع "أف-14 توم كات"  F-14 Tomcat ، لحماية السفن العاملة لصالح ايران المشار اليها من غارات الطائرات العراقية باتباع أسلوب ( الكمائن الجوية ) وقد نفذت طائرات "أف-14 توم كات" هذه العديد من طلعات تصدي تجاه الطائرات العراقية المكلفة بمهام ضرب ناقلات النفط والسفن الإيرانية في عمق أجواء الخليج وكادت ان تسقط أحداها ! .. ألأمر الذي اربك خطط القوة الجوية في إمكانية إدامة التعرض على منظومة النقل البحري الإيراني ، لذلك كان على سلاح الجو العراقي ان يأخذ زمام المبادرة لكبح جماح كمائن ال (ف14) المتربصة لطائراته في المنطقة..




تم استدعاء آمر جناح القتال الجوي وهي (مؤسسة تدريبية تعني بتطوير تعبية القتال الجوي ) ، من أجل التشاور لوضع الخطط التفصيلية لإسقاط طائرات "أف-14" التي تعترض المقاتلات العراقية أثناء تنفيذها لمهامها في عمق الخليج (من خلال عملية تصدي مفروضة على العدو ) ، وبالفعل وضعت الخطوط العريضة لهذا الواجب، وبقى أمر التدريب قائماً لتطبيقها عبر ممارسات واقعية لغاية إتقان كل فرد من أفراد التشكيل لمهامه اتقانا تاما ، والقرار على اليوم الحاسم للتنفيذ الفعلي . واستحضارا للخطة المقرة تم فرز رف من طائرات "ميراج ف1"  Mirage F-1  مع نخبة من طياريها من ذوي الخبرة العالية وتهيئتهم لمهام التصدي للطيران المعادي ( بأسلوب المرافقة الجوية لطائرات الضربة )، وقد جرى تدريبهم على منهج مكثف تضمن الطيران الواطئ فوق بحيرة الثرثار وممارسة القتال الجوي والتصدي في مختلف الارتفاعات في ظروف انعدام التغطية الرادارية الصديقة وبدون الاستعانة بمراكز توجيه الدفاع الجوي ) فضلاً عن تدريب المفرزة على أعمال الإرضاع الجوي وقد استمر تدريب المجموعة تدريبا واقعيا وفي ظروف مشابهة لظروف الاشتباك المتوقع وفق خطة مدبرة ومفروضة على طائرات العدو .. (على شكل كمين جوي مقابل من قبل الطائرات المتصدية المرافقة لتشكيل الضربة) .



إن طائرة "أف-14" وهي طائرة (تفوق جوي) أمريكية الصنع مهمتها الرئيسية (التصدي ) ومجهزة برادار متطور ذو قدرة عالية لكشف الأهداف الجوية من مسافة مائتين وخمسين كيلو مترا ، ومسلحة بصواريخ جو/جو بعيد المدى نوع (فوينكس) AIM-54_Phoenixs علاوة على الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى وان نقطة الضعف المعروفة عن طائرات "أف-14" هو قصور أداؤها (مناورتها) في ظروف الاشتباك الجوي القريب Dog Fight.. وأما من جانب الطيران العراقي فكانت نقطة الضعف هو انعدام الكشف الراداري الأرضي وإمكانية السيطرة على طائراته في منطقة الاشتباك المفترضة ولذلك فإن أمر القيادة والسيطرة لتنفيذ الخطة سيكون موكولاً لقادة التشكيلات الجوية المكلفين بانجاز المهمة وفق خطة التصدي المدبرة سلفا بتفاصيلها الدقيقة متضمنا مكان الاشتباك التقريبي وتوقيتاته.



ولقد استقر الرأي على أن يتكون تشكيل الطيران العراقي ضمن الخطة من اربع طائرات "ميراج ف1"التشكيل الاول المؤلف من طائرتين يكون (بمثابة الطعم) على افتراض انه مكلف بمهمة مهاجمة السفن الإيرانية ولجذب اهتمام (الكمين الجوي من طائرات"أف-14" الإيرانية المتوقع وجودها في المنطقة ) ، يعقبه تشكيل من طائرتي ميراج ف1 مهمته مرافقة التشكيل الاول عن بعد والتربص للكمين الجوي المعادي ومحاولة أسقاطه حالما يباشر الأخير بملاحقة تشكيل طائرتي الميراج الذي في الأمام حيث تباشر طائرات المرافقة المعقبة بالتسلق ومهاجمتها بشكل مباغت، وقد جرت عدة ممارسات على الخطة ،واعدت مراحل تنفيذها بحساب الثواني ، وبناء عليه تم القرار على منطقة الاشتباك والقتل ، ولقد ثبتت منطقة القتل المفترضة في عمق أجواء الخليج وأمام منطقة ميناء بوشهر الإيرانية.



صباح يوم 24 من شهر نيسان/ أبريل عام 1988 حسب الخطة المرسومة أقلعت طائرات الميراج الأربعة من قاعدة الوحدة الجوية في (الشعيبة ) الكائنة قرب مدينة البصرة ، وكانت الوجوه متفائلة في إنجاز هذا الواجب الذي جرت الممارسات عليه لهذا بات من الواضح أنه يحمل بذرة النجاح منذ بداياته وما ان وصل التشكيل الى منطقة الاشتباك المحسوبة وفق الخطة المعدة. وكما كان متوقعا كشفت طائرات ال "أف-14" الإيرانية تشكيل الميراج الأول ألذي يمثل طائرتي الضربة (الطعم) ، حيث توجهت طائرتا الكمين المعادي صوب هذا التشكيل ، وعند ذلك بدأ التشكيل المكلف بواجب الحماية والتصدي بالتسلق في مواجهة التشكيل المعادي ، وهكذا سنحت الفرصة لتشكيل طائرات "الميراج" المعقب أن يهاجم طائرات (الكمين أف-14) بهجوم مباغت لم يتوقعه التشكيل المعادي ، وقد تمكن من إصابة أحدى طائراته الذي شاهدها جميع أفراد التشكيل وهي تنفجر في الجو . وبهذا أنطبق على الحدث بنتائجه ألمثل الشائع ( رحت اصيدهم بس ياوسفه صادوني !!)،حيث سمع نداء استغاثة تم اطلاقها من قبل الطيارين الايرانيين على ذبذبة الإنقاذ الدولية أما الطيار الثاني في تشكيل "أف-14" المنكوب، فإنه اضطر للمناورة بطائرته مناورات شديدة للتملص من طائرات الميراج العراقية، والعودة الى القاعدة وحيدا ليحكي لزملائه الطيارين عن كيفية أسقاط الطيارون العراقيون طائرة "أف-14" التي طالما تغنى بها سلاح الجو البحري الأمريكي ومعهم مستخدميها الإيرانيون باعتبارها (طائرة تفوق) لاتجاريها طائرة قتال أخرى في العالم وهكذا عادت جميع الطائرات العراقية بطياريها الى قواعدها بعد ان لقنوا طيارو "أف-14 " درسا لا يمكن ان ينسوه .



و المخطط هو لأسقاط ال"أف-14" بكمين مدبر من طائرات الميراج ف1 في عمق الخليج العربي يوم 24 نيسان/ أبريل 1988



منقول عن الموسوعة العسكرية العراقية:


هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

شكرا لك أخي العزيز على مشاركتنا لهذا التاريخ المجيد أرجو أن لا تبخل علينا بالمزيد
تقبل تحياتي الحارة وشكرا لك مرة اخرى