السبت، 23 يونيو 2012

سقوط الفاو 1986



The Iraqi Air Force History


Iraqi Air Force - Irq. AF



سقوط الفاو 1986


واصلت القوة الجوية العراقية تنفيذ واجباتها المنوطة  بها في أثناء الحرب العراقية الايرانية والتي شملت تنفيذ الحصار البحري على جزيرة خرج الايرانية والتضييق على ناقلات النفط التي تحمل النفط الايراني المصدر منها وفي نفس الوقت استمرت في فرض السيطرة الجوية على سماء جبهات القتال والتصدي لأي محاولة ايرانية لاختراق المجال الجوي العراقي أو مهاجمة القوات او المنشات العراقية. وكان يتطلب هذا قدر عالي من جاهزية الطائرات وصيانتها و أدامتها المستمرة وقد بذلت الاطقم الفنية ومعامل الصيانة والإدامة دور كبير في تذليل العقبات وتجهيز الطائرات .

كانت الاطقم الفنية العراقية تبذل جهود كبيرة لادامة الطائرات ورفع جاهزيتها
  وفيما كانت الطلعات الجوية تتم حسب الموقف العسكري على الجبهات و متطلبات مواجهة العدو ونواياه في التعرض على الاراضي العراقية. وفي خضم هذه الاحداث فأن القوات الايرانية وبعد ان عجزت عن تحقيق اي من النجاحات العسكرية داخل الاراضي العراقية خلال الفترة السابقة شرعت في الاستعداد والتحضير والتدريب لعملية كبرى داخل الاراضي العراقية وبعد دراسات مستفيضة ومعلومات أستخبارية متقدمة و استطلاع ميداني لأوضاع الجبهات والقوات العراقية التي تمسك الارض فقد اختارت هدفا داخل الارض العراقية هو الاقرب اليها والأبعد عن الجهد العسكري العراقي وقتها. و فيما شنت القوات الايرانية عدة محاولات  تمويهية عن الهدف الاصلي فأنها في ليلة 9/10 شباط / فبراير 1986 شنت هجوما واسعا وكبيرا  أطلقت عليه (الفجر-8)على شبه جزيرة الفاو التي كان يدافع عنها لواء مشاة واحد هو اللواء رقم 111 التابع للفرقة 26 بالإضافة الى أفواج من الجيش الشعبي  وقد استغلت الظروف الطبوغرافية للمنطقة وكذلك رداءة الجو ليلة الهجوم و الايام اللاحقة لتحقق لها موطئ قدم داخل الاراضي العراقية باحتلالها  الفاو  كراس جسر داخل الاراضي العراقية للتقدم نحو البصرة في مسعاها لاحتلال العراق أو (تحريره) حسب  ادعائها . وفي الايام والأشهر اللاحقة جرت معارك واسعة  وطاحنة حول منطقة ضيقة زجت  القيادة العسكرية العراقية فيها قوات كبيرة  قاتلت قتالا شرساوذلك في مسعى لاحتواء الهجوم الايراني و إيقاف زخمه وبعد قتال دامي و طويل تم  احتواء الهجوم الايراني و منعه من التوسع و حصره في رقعة صغيرة من شبه جزيرة الفاو وبذلك تم القضاء على المحاولة الايرانية في استخدام شبه جزيرة الفاو كمنطلق لاحتلال العراق وبذلك أصبح العدو محاصر و معزول في انتظار يوم التحرير الذي لن يطول طويلا وقد شاركت القوة الجوية العراقية وطيران الجيش في العمليات العسكرية في أثناء احتلال الفاو وكان لها الدور الكبير تدمير زخم الهجوم الإيراني من خلال الهجمات على مستوى جبهات القتال وفي التجريد للعمق الايراني فقد تمكنت طائرات القوة الجوية العراقية وبشكل خاص الطائرات المتصدية من نوع ميغ-23 MiG-23ML من إسقاط  3 طائرات ايرانية من نوع فانتوم F-4E وطائرة  F-5E في الايام 6،13 و 15 شباط فيما أسقطت طائرة ميراج F-1EQ طائرة فانتوم أخرى .

 فيما كانت طائرات الهجوم الارضي وطائرات طيران الجيش تشن غارات جوية بلا هوادة على تجمعات  وخطوط أمداد القوات الايرانية  في المنطقة وتلافيا لمهاجمة جسور الامداد الايرانية الى منطقة الفاو عمدت الى نصبها ليلا وأزالتها في النهار. وهذا الزخم  من الهجمات الجوية العراقية مع الدور البطولي للقوات المسلحة على الارض أستطاع من إيقاف القوات الايرانية عن التوسع خارج رقعة التي تم احتلالها في الفاو وتحولت القوات المتواجدة فيها الى الدفاع وفقدت عنصر المبادأة التي امتلكتها في البداية.